جمال نور الدين يكتب : على باب الوزارة .!
كارت اصفر
يا سبحان الله .. في الوقت الذى فتحت فيه الدولة الباب على مصراعيه لمشاركة القطاع الخاص وجلب الاستثمار الداخلي والخارجي للحركة الرياضية في مصر ، نجد أن الاتحادات الرياضية مازالت تطرق الأبواب وتمد يدها لتحصل على القليل من المعونات المالية والعينية لتستطيع سد حاجتها في البطولات والمعسكرات ، وفى الوقت الذى ظهرت فيه شركات كبرى تؤمن بالمشاركة المجتمعية مع القطاع العام في رعاية المواهب والأبطال والكيانات تماشياً مع رؤية الدولة في مشاركة القطاع الخاص في النهوض بالرياضة والرياضيين ، نجد أيضاً مسئولي تلك الاتحادات يقفون محلك سر يمدون أيديهم منتظرين ما تتعطف به الدولة ، وهم غير مدركين بأن الاستثمار في الرياضة أول طريق النجاح وتحقيق الاستراتيجيات الطموحة التي تنشدها تلك المرحلة .
فإلى متى نشاهد الاتحادات الرياضية والأندية وهى ننتظر المعونة الحكومية كل فتره .؟
هذا السؤال يراودني منذ سنوات ليست بالقليلة. ومع إنني اختلطت بمسئولي الاتحادات ودخلت في عالمهم السرى بحكم عملي وتخصصي في الألعاب الأخرى بجريدة الشروق وغيرها لدرجة انتى كنت شاهدا في الغرف المغلقة على بعض القرارات المصيرية لأغلب تلك الاتحادات واللجنة الاوليمبية بحكم قربى من صناع قرارها
واعلم ان لديهم كنوز تصلح للاستثمار فيها سواء رعاية الأبطال او البطولات ، الا ان مجالس الإدارات لم تفكر لحظة في استغلال ما لديها لتنمية مواردها والعمل على استقلالها المادي بعيدا عن المعونة الحكومية التي سوف تزول بمرور الوقت
عندما تدخل مصر وبقوه فى عالم الاستثمار الرياضي الحقيقي والذى بدأه الدكتور أشرف صبحى استاذ الاستثمار والتسويق والإدارة الرياضية قبل ان يكون وزيرا ونجح في تطبيقها والاستفادة من موارده ومنشأته في الحصول على ما يقرب من المائة مليون جنيهاً استثمارات حقيقية ، ومازالت الاتحادات لم تتعلم الدرس ،وواضح أنها سوف تعانى من قلة الموارد وضيق ذات اليد بسبب عدم التفكير او وجود خطة للتطوير وإيجاد موارد مالية .
نعم هناك عدد من الاتحادات اتجهت إلى هذا الأسلوب الاحترافي وكان أولهم الاسكواش ذات الطبيعة الخاصة والتى أساسها منذ البداية أولياء الأمور
ومنها أيضا رعاية بعض اللاعبين عن طريق شركات رعاية وتسويق مثل شركة وروابط وغيرها الا ان هذا لم يكن كافيا حيث ان هناك المئات من اللاعبين يطلبون الدعم المالي والرعاية لاستكمال مسيرتهم
ولابد وان يعلم هؤلاء المسئولين عن الاتحادات بأن الفوز والتصنيف والميداليات هم من يجلبون حقوق الرعاية والتسويق مثل رفع الاثقال والمصارعة والتايكوندو والرماية وعدد قليل من الاتحادات التي اتجهت إلى هذا النهج ولكن لابد وان نعتبرها بداية وليست نجاحا مكتملا
ياعالم .. استغلوا ما يفعله وزير الشباب والرياضة بعد ان حقق المعادلة الصعبة في تطبيق أسس الاستثمار الرياضي وتماشيها مع سياسة الدولة في مشاركة القطاع الخاص
وهى السياسة التي من الممكن أن تكون طوق نجاه الاتحادات الرياضية لإنهاء وقوفها على أبواب الوزارة ننتظر الدعم او تطلب اضافه تعينها على استكمال أنشطتها المحلية او معسكراتها الخارجية
الاتجاه إلى الاستثمار الرياضي والتسويق فى البشر والحجر هو الطريق الآمن للهروب من طابور الدعم على ابواب الوزارة
الاستثمار الرياضي الذى انتهت الدكتور أشرف صبحى عن طريق الشراكة المجتمعية مع رجال الأعمال والشركات جعل هناك الملايين التي يتم صرفها على رعاية اللاعبين وتطوير المنشأة الرياضية بمراكز الشباب . وهذه واحده
اما الاتجاه الآخر الذي سار فيه الوزير بفكر اقتصادي يعززه خلفيته وخبراته العملية في هذا المجال داخل مصر وخارجها هو من جعل عودة الثقة في التعامل مع القطاع العام المتمثل في الوزارة اسهل طريق
حيث شاهدت بنفسي عدد كبير من رجال الأعمال المصريين والعرب ومنهم ايضا الاجانب تأتى فرحا بالتعامل مع الدولة في عهد جديد يتماشى مع سياسة الرئيس السيسي في طلب الاستثمارات في كل المجالات ومنها بالطبع المجال الرياضي
هذا هو بداية الطريق نحو الاستثمار الرياضي الحقيقي الذى دارت عجلته في مصر وعلى القطاع الخاص ان ينظر لهذا التغيير والمشاركة الحقيقية في بناء الإنسان ورعايته او تطوير المنشأة من أجل شبابنا الذى يستحق الكثير.