د.ياسر أيوب : المرأة والرياضة .. وتلك الأفكار القديمة
كثيرون لا يعرفون أن نادى البنك الأهلى يملك فريقا مميزا للكاراتيه النسائى وأن لاعبات هذا الفريق فزن منذ أيام بميداليات الذهب لكاراتيه الكاتا والكوميتيه فى دورة ألعاب الأندية العربية للسيدات .. ولا يعرفون أيضا أن نادى سبورتينج يشارك أيضا فى تلك الدورة بفريقين فى لعبتى كرة السلة والكرة الطائرة .. وفازت بنات سبورتينج فى المباراة الأولى على بنات الصفاقسى التونسى فى الكرة الطائرة وعلى بنات نادى الساحل السورى فى أولى مباريات كرة السلة .. بل إن هؤلاء الكثيرين لا يعرفون أصلا أن هناك دورة عربية نسائية للأندية تستضيفها حاليا إمارة الشارقة يشارك فيها 74 ناديا من 16 دولة عربية .. وأنها المرة الخامسة التى تقام فيها هذه الدورة التى انطلقت عام 2012 بمبادرة من الشيخة جواهر بنت محمد القاسمى رئيسة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وباتت هذه الدورة تقام كل عامين فى الشارقة
وأتوقف الآن أمام ذلك كله ليس لرصد أى نتائج تحققت فى تلك الدورة سواء لأندية مصرية أو عربية أو للبحث عن أى مفاجآت وانتصارات أو هزائم غير متوقعة لأى لاعبة مصرية أو عربية فى أى من 9 ألعاب تتضمنها تلك الدورة .. إنما أتوقف أمام دورة رياضية نسائية بهذا الحجم وتشارك فيها كل هؤلاء اللاعبات ولا تحظى بما تستحق وما يليق من اهتمام وتغطية إعلامية لائقة .. والمثير فى الأمر أن الدورة نفسها تضمنت ندوة بعنوان مستقبل رياضة المرأة فى الإعلام العربى .. وكانت لتلك الندوة توصيات منها اعطاء رياضة المرأة حقها الكافى فى التغطية الإعلامية وخلق محتوى جاذب عن رياضة المراة .. وزيادة المساحة الإعلامية المتاحة لرياضة المرأة فى الصحف والإذاعات والقنوات التليفزيونية
وهذا بالضبط ما أريد التوقف أمامه .. دورة رياضية نسائية تطالب الآخرين بالحق الإعلامى للمرأة والرياضة وخلق محتوى إعلامى يجذب الآخرين بينما عجزت الدورة نفسها عن ذلك .. دورة رياضية نسائية تقام عام 2020 لا تزال تطالب بمساحات اهتمام وتغطية فى الصحف والراديو وشاشات التليفزيون .. وهى توصية كان من الممكن فهمها وقبولها منذ عشرين عاما أو حتى عشرة أعوام .. أما أن تقال الآن فى زمن الإنترنت والسوشيال ميديا والفضاءات المفتوحة .. فهذا يعنى أنه لا أحد فى تلك الندوة أو تلك الدورة كلها كان جادا وهو يدعو إلى التغيير .. ومع كل الاحترام لمن أداروا الدورة ومن أداروا وشاركوا فى تلك الندوة .. إلا أن الحكاية على الأرجح باتت اعتيادا وتعايشا بين المشكلة ومن يعانون منها ويدفعون فواتيرها ومن يستمتعون باستمرارها ومن يتظاهرون بمحاولة البحث لها عن حلول .. وليست تلك الدورة وحدها بالتحديد ولكنها كل الدورات والمؤتمرات والندوات المماثلة التى تكثر فيها شكاوى الإهمال الإعلامى لرياضة المرأة وكل ألعابها ونجاحها وحقوقها الرياضية
ففى كل مرة تقام فيها دورة رياضية نسائية أو مؤتمر يناقش رياضة المرأة وقضاياها .. يصر الجميع على الإلتزام بنفس الأفكار وترديد نفس الكلمات واتباع نفس الخطوات ثم الجلوس انتظارا لجديد يحدث .. ولأنه لا يحدث شىء .. يلملم الجميع أوراقهم وأفكارهم ومطالبهم ويعودون إلى بيوتهم ينتظرون أى دورة أو مؤتمر جديد ليعودوا لترديد نفس الكلام والمطالب .. كأنه من المفترض أن يتغير المجتمع من تلقاء نفسه أو يثور بمحض إرادته ويقرر فجأة اعطاء كل قتاة وإمرأة حقوقها الرياضية مع تغطية إعلامية كافية ولائقة .. وينتظرالجميع ذلك دون القيام بأى جهد أو تجديد سواء فى اللغة أو الفكر أو أسلوب الطرح .. فالمرأة والرياضة صندوق حافل بالدراما والحكايات التى يمكنها جذب اهتمام الجميع .. كما أنه لم يعد يليق فى زماننا استخدامنفس القواعد القديمة .. وعلى سبيل المثال .. شهدت الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع الماضى بطولة السوبر بول للكرة الأمريكية التى هى أقوى وأغلى وأغنى حدث رياضى فى العالم كله .. ورغم ذلك لم يعتمد الامريكيون على شهرة الحدث واهتمام الناس به .. إنما قرروا الاستعانة بجنيفر لوبيز وشاكيرا للغناء بين شوطى المباراة وقدموا عروضا وافكارا اخرى كثيرة تجعل حتى الذى لا يتابع كرة القديم الامريكية حريصا على المتابعة والمشاهدة أيضا إلى جانب إجادة استخدام السوشيال ميديا للترويج للبطولة واللعبة ولمن يلعب حتى يكون هناك من يشاهد ومن يقرأ أيضا لأنه بات يريد أن يرى وأن يعرف أيضا