الجمعة. ديسمبر 6th, 2024
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د.ياسر أيوب يكتب : أمينة محمود والمشوار الأوليمبى لبطلات مصر

ينحاز التاريخ الأوليمبى المصرى للاعبين على حساب اللاعبات .. ومقابل خمسة وعشرين بطل أوليمبى مصرى .. هناك فقط ثلاث لاعبات مصريات فزن بميداليات أوليمبية .. عبير عبد الرحمن وسارة سمير وهداية ملاك .. وإذا كانت مصر قد بدأت مشوارها الأوليمبى عام 1912 بمشاركة أحمد حسنين فى دورة ستوكهولم .. فقد انتظرت مصر مائة سنة بالضبط لتفوز بأول ميدالية أوليمبية نسائية لعبير عبد الرحمن فى دورة لندن الأوليمبية عام 2012 .. ورغم ميدالية عبير إلا أن سارة سمير كانت فى دورة ريو دى جانيرو عام 2016 أول لاعبة مصرية فى التاريخ نقف على منصات التتويج الأوليمبى .. ففى دورة لندن احتلت عبير عبد الرحمن المركز الخامس فى رفع الأثقال لوزن 75 كيلوجرام .. وبعد انتهاء الدورة ثبت تعاطى اللاعبتين الأولى والثالثة للمنشطات وتم سحب الميداليتبن منهما لتصعد عبير للمركز الثالث وتمنحها اللجنة الأوليمبية الدولية ميدالية البرونز .. أما سارة سمير فقد نالت أثناء دورة ريو دى جانيرو ميدالية البرونز وتسلمتها وهى تقف على منصة التتويج بعد انتهاء منافسات رفع الأثقال أيضا فى وزن 69 كيلوجرام .. وفى دورة ريو دى جانيرو أيضا .. فازت هداية ملاك بالميدالية الأوليمبية النسائية الثالثة لمصر فى التايكوندو لوزن 57 كيلوجرام


وهكذا تبدو الصورة من بعيد كأن لاعبات مصر أقل كثيرا فى قوتهن وانتصاراتهن عن لاعبى مصر ولا مجال للمقارنة أصلا بين اللاعبات واللاعبين .. وهذه ليست الحقيقة رغم أعداد الميداليات .. إنما الحقيقة هى أن مصر قضت سنينا طويلة جدا لاتسمح لأى لاعبة بالمشاركة الأوليمبية .. وكان الجميع يرون الفتاة المصرية أضعف وأقل من أن تشارك فى أى دورة أوليمبية وأنها بالتأكيد لا تملك القوة أو الموهبة أو الشجاعة والجرأة للقيام بذلك .. وتخيل كثيرون جدا أن أى لاعبة مصرية سيسمحون لها بالمشاركة ستسافر وتعود بفضيحة رياضية لمصر .. وعلى الرغم من كل التطور الاجتماعى والرياضى الذى عاشته مصر بعد عام 1912 .. لم تسمح مصر بالمشاركة الأوليمبية لأى لاعبة فى أى لعبة .. حتى جاء عام 1972 لتخوض لاعبة مصرية اسمها أمينة محمود حربا هائلة من أجل المشاركة فى دورة ميونيخ الأوليمبية .. وانتصرت أمينة وسافرت لتصبح أول لاعبة مصرية تشارك فى الدورات الأوليمبية
فحين اقتربت دورة ميونيخ عام 1972 . زادت الضغوط والمطالب بمشاركة اللاعبات المصريات .. وفى الحقيقة كانت هناك لاعبتان فقط هما اللتان تستحقان هذه الفرصة .. أمينة محمود فى سباقات الجرى والوثب الطويل .. وسحر منصور فى السباحة .. ولم يقتنع أهل الرياضة فى مصر وقتها بسفر أمينة أو سحر لدورة ميونيخ الأوليمبية .. ولم تستسلم أمينة أو سحر وقليلون يؤيدون حق اللاعبات المصريات فى هذه المشاركة .. وبعد جدل عنيف وطويل .. توصل الجميع لحل يرضى كل الأطراف هو اجراء اختبار سواء لأمينة محمود أو سحر منصور والتأكد من تحقيقهما للأرقام التى وضعتها اللجنة الأوليمبية الدولية وقتها للمشاركة فى دورة ميونيخ .. وفشلت سحر منصور فى تحقيق الرقم المطلوب للمشاركة فى مسابقات السباحة .. وفشلت أمينة فى تحقيق الرقم المطلوب فى سباقات الجرى لكنها حققت ما هو أكثر من المطلوب للمشاركة فى لعبة الوثب الطويل


وعلى الرغم من تحقيق الرقم المطلوب أوليمبيا .. بقى هناك من يرفضون سفر أمينة .. وهنا خاضت الصحافة الرياضية المصرية واحدة من أهم وأجمل حروبها .. وقفت هذه الصحافة مع أمينة وحقها فى السفر لتمثيل مصر أوليمبيا .. كتب كثيرون وقتها عن حق أمينة وعن مصر الرياضية التى لابد أن تتغير .. وعن حق أى لاعبة مصرية فى السفر والمشاركة .. وكان المسئول الوحيد الذى ساير الصحافة فى الدفاع عن أمينة هو الرائع الراحل الدمرداش تونى عضو اللجنة الأوليمبية الدولية .. ونجحت أمينة والدمرداش تونى وصحافة مصر الرياضية فى إجبار اللجنة الأوليمبية المصرية .. والحكومة المصرية نفسها .. فى السماح لأمينة بالسفر إلى ميونيخ .. وعلى الرغم من أن مصر قد سبق لها أن أرسلت إلى اللجنة المنظمة أسماء لاعبيها المشاركين .. إلا أنها اضطرت لإخطار اللجنة المنظمة فى ميونيخ بإضافة اللاعبة أمينة محمود لتشاركة فى مسابقة الوثب الطويل .. واضطرت اللجنة الأوليمبية أيضا إلى ارسال برقية عاجلة لأمينة لتستعد للسفر وتواصل تدريباتها استعدادا للمشاركة .. وبالفعل سافرت أمينة إلى ميونيخ مع زملائها ومشت فى طابور افتتاح الدورة كأول لاعبة أوليمبية من مصر
واجتازت أمينة محمود الدور الأول إلا أنها لم تكمل المنافسات نتيجة اعتداء فلسطينيين على البعثة الأوليمبية الإسرائيلية فأعلنت مصر انسحابها وعادت أمينة لمصر بعد أن أصبحت اللاعبة الأوليمبية الأولى فى تاريخ مصر .. وكان من المتوقع أو من المؤكد ان امينة بعد هذه الحرب فتحت الباب أمام كل وأى لاعبة مصرية تستحق المشاركة الأوليمبية .. لكن مصر قررت عدم المشاركة فى الدورة التالية عام 1976 فى مونتريال .. ثم انسحبت من دورة موسكو عام 1980 .. لتاتى دورة لوس أنجلوس عام 1984 حيث شاركت مصر بست لاعبات كلهن تقل أعمارهن عن الثمانية عشر عاما .. شيرويت حافظ ونيفين حافظ فى السباحة .. وسحر يوسف وداليا مقبل وسحر هلال فى السباحة التوقيعية .. وريم حسن فى الغطس .

وعلى الرغم من عدم تحقيق نتائج إيجابية إلا أنها كانت البداية وتأكيد نجاح أمينة فى حق كل لاعبة مصرية .. ولا يمكن لأحد نسيان امينة محمود عند اى حديث عن أى بطلة مصرية فازت بميدالية أوليمبية .. عبير عبد الرحمن فى دورة لندن 2012 .. وسارة سمير وهداية ملاك فى دورة ريو دى جانيرو 2016 .. فأمينة محمود هى التى بدأت هذا الطريق ومشت الخطوة الأولى ونجحت فى هذه الحرب حتى تقف عبير وسارة وهداية على منصات التتويج الأوليمبى