الجمعة. سبتمبر 19th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر أيوب يكتب : الألعاب الإلكترونية تخسر الرهان

لا أؤمن بفكرة أو دعوة الانسحاق أمام كل وأى خواجة .. ولا أرى بالضرورة أن أى طبيب خواجة أفضل قطعا من أى طبيب المصرى .. أو عالم ومهندس وضابط ومحاسب وقاض ومحام وعامل وفلاح .. وأى صحفى مصرى أيضا .. وإذا كان صحفيون أوروبيون وأمريكيون قد أطالوا مؤخرا الحديث عن الألعاب الإلكترونية وقالوا أنها مستقبل الرياضة فى العالم .. فأنا أملك حق معارضتهم ليس لمجرد الاختلاف والمعارضة إنما استنادا إلى حقائق وواقع عاشه العالم كله منذ انفجار أزمة أو أزمات وباء كورونا


وفى البداية .. لابد من توضيح الفارق بين اللعبة الإلكترونية والرياضة الإلكترونية .. فاللعبة هى التى يمارسها أى انسان باستخدام شاشة التليفون أو الكمبيوتر .. يلعبها بمفرده ويقضى بها أوقات فراغه أو حتى على حساب واجباته والتزاماته الحياتية والمهنية .. أما الرياضة فهى أن تتحول هذه اللعبة إلى مجال للمنافسة وأن يلعب الإنسان أمام آخر أو آخرين .. وأن يكون هناك فوز وخسارة ويكون هناك أيضا جمهور يتابع ويترقب وينتظر من سيفوز أو يخسر .. وأخيرا تكون هناك بطولات محلية ودولية منظمة وجوائز مالية للفائزين بهذه البطولات .. وكان من الضرورى هذا التوضيح للتأكيد على أننى أكتب عن الرياضات الإلكترونية وليست الألعاب الإلكترونية


وحتى اللحظة الأخيرة قبل انتشار وباء كورونا وبدء المخاوف العالمية واجراءات الحماية التى أوقفت معظم مظاهر حياة الناس فوق سطح الأرض .. كنت أنا شخصيا أحد المقتنعين بمستقبل هذه الرياضات الإليكترونية وأنها ستصبح قريبا هى البديل لمعظم الرياضات التقليدية .. وكان ذلك أيضا ما بدأت تراه أو تخاف منه حتى اللجنة الأوليمبية الدولية التى قررت الاعتراف بهذه الألعاب كرياضات حقيقية .. وبدأ إدراج هذه الرياضات فى بعض الدورات وكانت البداية فى دورة الألعاب الآسيوية الماضية .. وأى انسان كان يتابع أحوال الرياضة فى العالم ووقائعها واقتصادها وأرقامها .. كان بالضرورة سيتوقف أمام نهاية عام 2019 .. وقتها كان هناك أربعمائة وثلاثة وخمسون مليون شخص يمارسون هذه الرياضات .. وأرباحها تجاوزت المليار ومائة مليون دولار فى العام الماضى .. وفى الأعوام القليلة التى سبقت 2019 .. كانت تتزايد أعداد ممارسى هذه الرياضات .. وتكثر بطولاتها ومسابقات .. وبات كثيرون يقضون ساعات طويلة مع هذه الرياضات لدرجة أن تصدر منظمة الصحة العالمية بيانا تحذر فيه من هذا الانتشار السريع .. ومن الأوقات الطويلة التى يقضيها الناس مع هذه الرياضات لدرجة أنها باتت تؤثر على سلوكهم واتزانهم النفسى وتجعلهم يمنحون هذه الرياضات الأولوية على حساب باقى واجباتهم والتزاماتهم


وفجأة .. كانت كورونا التى أوقفت كل الرياضات المعروفة والمعتادة والتقليدية فى معظم أنحاء العالم .. لم تعد هناك كرة قدم كانت مبارياتها وبطولاتها تجذب اهتمام وانتباه وتشغل الملايين فى كل مكان فى العالم .. ولم يعد هناك بيسبول وكرة سلة وكرة قدم أمريكية التى يتابعها الأمريكيون الذين هم أكثر سكان العالم اهتماما وممارسة وانفاقا على هذه الرياضات الإلكترونية .. ولم تعد هناك رياضات تقام مبارياتها ومسابقاتها فى الصين أيضا التى هى الدولة الثانية عالميا فى مجال الرياضات الإلكترونية .. كما أن معظم سكان العالم إلتزموا ببيوتهم فلم يعد هناك سفر ونزهات وخروج مع العائلات والأصدقاء .. وتقول الأرقام العالمية أنه منذ انفجار أزمة كورونا .. تضاعفت بسرعة هائلة ساعات استخدام الناس للتليفونات وشاشات الكمبيوتر سواء للحدث مع الأخرين أو متابعة أخبار العالم وكورونا أو حتى اللعب أيضا لمحاربة العزلة والاحساس بالخواء والفراغ مصحوبا بالخوف والقلق .. وبالتالى كان من المتوقع أن يزيد عدد ممارسى الرياضات الإلكترونية إن لم يكن من الضرورى أن يتضاعف العدد أيضا .. وحتى الآن ليس هناك ما يشير إلى ذلك .. أى أن كل ما جرى لم يؤد إلى مزيد من انتشار ورواج الرياضات الإليكترونية التى لم تكن ستجد فرصة رائعة ومثالية لتحقيق ذلك لأكثر من أوقات عاشها العالم ولا يزال أثناء أزمة كورونا


وكل ذلك يعنى خطأ الظن أو الاعتقاد القديم بأن المستقبل لهذه الرياضات الإلكترونية .. وأنها ستصبح قريبا بديلا لمعظم الرياضات التقليدية .. فمن الواضح أن جمهور الرياضات التقليدية سواء كانت كرة قدم أو سلة أو يد أو بيسبول أو مختلف الألعاب .. لن تقنعه الرياضات الإلكترونية بعدم الفرجة على الألعاب التقليدية .. ومن الواضح أيضا أن الفرجة الحقيقية على بشر يتنافسون فى الملاعب الطبيعية سيبقى أمرا له ضرورته ووجاهته ولن يستغنى العالم عن هذه الفرجة ليمارس ألعابا عبر شاشة تليفون أو كمبيوتر .. وبالتالى أعارض هؤلاء الصحفيين الأوروبيين والأمريكيين الذين لا يزالون يحتفظون بأفكارهم وقناعاتهم القديمة ولم تستوقفهم أزمة كورونا التى غيرت حسابات العالم كله