الخميس. يناير 23rd, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د.ياسر أيوب يكتب : الجانيفو .. والحرب على اللجنة الأوليمبية الدولية

لم تكن ميداليات هذه الدورة هى أهم ما فى حكايتها .. ولم يهتم الناس فى واحد وخمسين دولة شاركت منتخباتها وأبطالها بنتائج الدورة وميدالياتها والميداليات .. فالحكاية كانت أكبر من ذلك وكانت أغرب من أى دورة سابقة أو لاحقة .. وعلى أى حال فازت الصين بالدورة برصيد 171 ميدالية ثم الاتحاد السوفييتى برصيد 57 ميدالية وكانت مصر صاحبة المركز الثالث برصيد 52 ميدالية

.. وأقصد دورة الجانيفو التى لا يعرفها ولم يسمع بها الكثيرون جدا فى مصر رغم أن مصر كانت شريكا أساسيا فى تنظيم هذه الدورة التى كانت وستبقى أشهر وأكبر حرب عرفها العالم ضد اللجنة الأوليمبية الدولية .. حرب انتصرت فيها اللجنة الأوليمبية الدولية وخسرتها الدول التى أرادت تأسيس لجنة أوليمبية بديلة
وكانت الحكاية قد بدأت باستضافة إندونيسيا لدورة الألعاب الآسيوية الرابعة عام 1962 .. ورفض الرئيس سوكارنو وقتها أن تمنح بلاده تأشيرات دخول لبعثتى تايوان وإسرائيل لأسباب سياسية .. وأصر سوكارنو على هذا الرفض رغم كل التدخلات والمحاولات ورغم غضب واحتجاج اللجنة الأوليمبية الدولية على هذا القرار .. وانتهى الأمر بطرد إندونيسيا من اللجنة الأوليمبية الدولية عام 1963 .. فقرر الرئيس سوكارنو إنشاء منظمة رياضية بديلة بمشاركة دول عدم الانحياز والبلدان الاشتراكية .. وأن تكون لهذه المنظمة دورة ألعاب تماما مثل الألعاب الآسيوية والألعاب الأوليمبية نفسها .. وتم اختيار اسم لهذه الدورة الخاصة بالمنظمة الرياضية الجديدة .. ألعاب القوى الجديدة الصاعدة .. وتم اختصار هذه الاسم الطويل بالأحرف اللاتينية ليصبح جانيفو
وأجمع باحثون ودارسون كثيرون على أن الجانيفو كانت أقوى الحركات أو التجمعات المعارضة للجنة الأوليمبية الدولية منذ تأسيسها فى العصر الحديث .. وأعلن سوكارنو وفق الصحافة الإندونيسية فى تلك الأيام أن اللجنة الأوليمبية الدولية هى إحدى أدوات الإمبريالية التى يستخدمها الغرب للمحافظة على الهيمنة والسيطرة على العالم .. وشارك سوكارنو قادة العالم الاشتراكى والشرقى طموحه بتأسيس كبان رياضى جديد موازى ومضاد للجنة الأوليمبية الدولية .. وقال الباحث الكندى تيرى جيترسوس أن الجانيفو كانت طموحا لبلدان العالم الثالث لتأسيس لجنتهم الأوليمبية الخاصة بهم قى إطار رفضهم ومعارضتهم لكل ما هو غربى واستعمارى من السياسة للفن إلى الرياضة .. بل ولمزيد من التحدى .. تضمن البيان التأسيسى للجانيفو أنه لا فوارق أو فواصل وحدود بين السياسة والرياضة .. وكانت هذه هى نفس رؤية جمال عبد الناصر الذى تحول إلى أكبر داعم وقتها للجانيفو .. بل وحين استضافت العاصمة الإندونيسية جاكرتا المؤتمر التحضيرى لهذه الدورة فى أبريل عام 1963 .. تقرر أن تستضيف القاهرة الدورة الثانية للجانيفو فى عام 1967


وفى العاشر من نوفمبر عام 1963 .. بدأت دورة الجانيفو الأولى بمشاركة إحدى وخمسين دولة من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .. وحين هددت اللجنة الأوليمبية الدولية بمقاطعة واستبعاد الدول التى ستشارك .. خفت قليلا الصوت الإشتراكى الصارخ فأعلنت معظم هذه الدول أنها لن تشارك بأسماء لجانها الأوليمبية كما لن ترسل منتخباتها الأولى .. لا الاتحاد السوفييتى أو الصين كما قررت بلدان أمريكا اللاتينية المشاركة الكروية بفرق جامعاتها وليس منتخباتها .. وقيل وقتها أنه حتى مصر قررت المشاركة بمنتخبها الثانى لكرة القدم وليس الأول


وانتهت الدورة الأولى للجانيفو دون تأكيد واضح وقاطع بأن الدورة الثانية ستكون فى القاهرة بعد أربعة أعوام .. فقد اكتشف الباحث كريس كونوللى فى الوثائق المفرج عنها فى وزارة الخارجية الصينية أن بكين رفضت طلب القاهرة بمساعدتها ماليا لاستضافة الجانيفو الثانية .. حيث كانت القاهرة قد أعلنت أنه ليس باستطاعتها تحمل نفقات استضافة هذه الدورة .. وأكد الكاتبان روسلى لوتان وفان هونج أنه كان واضحا أن القاهرة اعتذرت عن استضافة الدورة الثانية حتى قبل أن تنتهى الدورة الأولى .. فكانت الجانيفو هى الدورة الاولى بهذا الشكل وهذا الحجم والدورة الأخيرة أيضا .. ولم تعد تضم إلا الدول الآسيوية فقط التى شاركت فى الدورة الثانية والأخيرة أيضا للجانيفو التى استضافتها كمبوديا عام 1966 .. واحترق سريعا جدا الحلم الرومانسى الكبير للقادة الاشتراكيين الكبار بتأسيس كيان رياضى يوازى وينافس اللجنة الأوليمبية الدولية