الأربعاء. فبراير 19th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر أيوب يكتب ..جائزة أوليمبية لا يفوز بها الرياضيون

كل الرياضيين .. وغير الرياضيين أيضا .. يعرفون أن الميدالية الأوليمبية بالنسبة لأى لاعبة أو لاعب هى دائما الجائزة الرياضية الأكبر والأجمل والأغلى والأشهر .. لكن قليلين جدا هم الذين يعرفون أن هناك جائزة أخرى رفيعة المقام غالية القيمة تمنحها اللجنة الأوليمبية الدولية وليس شرطا أن يكون الإنسان رياضيا ليفوز بها .. فهذه الجائزة مخصصة لتكريم كل من قام باستخدام الرياضة لتحقيق أى إنجاز حقيقى فى التعليم أو الثقافة أو التنمية أو السلام
وفى دورة طوكيو الأوليمبية الأخيرة .. كان الفائز بهذه الجائزة الأوليمبية هو محمد يونس .. أستاذ الاقتصاد السابق فى جامعة شيتاجونج فى بنجلاديش وأصبح بعدها رجل أعمال من طراز استثنائى .. يقيم المشروعات ويؤسس الشركات ليس بهدف الربح إنما لمساعدة الفقراء على مقاومة ضغوط الحاجة والحياة .. وهو الذى أسس أول بنك فى العالم للفقراء .. وفاز عام 2006 بجائزة نوبل للسلام ولم يكن السلام الذى فاز عنه محمد يونس بالجائزة الأشهر فى العالم هو سلام إنهاء حروب وصراعات يجوز فيها استخدام سلاح بكافة أشكاله .. إنما كان هو سلام الفقراء والجائعين والخائفين من أيامهم ومن همومهم وحمولهم وأوجاعهم .. وبعد فوزه بهذه الجائزة التى تبلغ قيمتها مليونا وأربعمائة ألف دولار .. قرر استخدام هذا المال لإقامة مستشفى مجانى للعيون من أجل فقراء بلاده .. وما تبقى من مال الجائزة .. اسس به محمد يونس شركة لتقديم المواد الغذائية للفقراء بأسعار مخفضة ومدعومة
وإذا كان كل ما قام به محمد يونس قد منحه احترام العالم كله وحب الناس فى بنجلايش وجائزة نوبل .. فإن توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية وهو يقدم جائزة أوليمبيك لوريل لمحمد يونس فى طوكيو قدم أسبابا أخرى إضافية استندت إليها اللجنة الأوليمبية الدولية وهى تختار محمد يونس بالتحديد وتقدم له هذه الجائزة .. فقد قال توماس باخ أن محمد يونس من أكثر الناس فى العالم كله استخداما للرياضة من أجل التنمية والتعاون مع اللجنة الأوليمبية فى مشروعات كثيرة كانت الرياضة فيها أساسية من أجل التعليم والطعام .. ومشروعات أخرى ساعد فيها محمد يونس رياضيين كثيرين بعد اعتزال اللعب
وكان الكينى كيب كينو هو أول من فاز بهذه الجائزة وتسلمها فى دورة ريو دى جانيرو الأوليمبية 2016 .. ولأنها كانت المرة الأولى والجائزة الأولى .. فقد سبق الاختيار تشكيل لجنة تحكيم تكونت من ميشال جان سكرتير الفرانكوفون وفومزيل ملامبو نائبة السكرتير العام للأمم المتحدة والأديب العالمى باولو كويلو وخوسيه راموس هورتا الرئيس السابق لتيمور الشرقية والفائز بجائزة نوبل وجاك روج الرئيس السابق للجنة الأوليمبية الدولية .. وأجمع هؤلاء على اختيار كيب كينو للفوز بأول جائزة .. فهو رياضى سابق فى سباقات العدو للمسافات المتوسطة والطويلة وبطل اوليمبى فى دورتى 1968 و1972 .. وبعد اعتزال اللعب .. تفرغ كينو لرعاية الأطفال الذين لا أهل لهم أو بيت .. وأقام بيتا لهؤلاء الأطفال بدأ باحتواء مائة طفلة وطفل .. وبعدما كبر هؤلاء الأطفال .. أسس كينو مدرسة ابتدائية فى منطقة نائية فى كينيا ليست بها أى مدرسة .. وساعدت هذه المدرسة فى البداية أكثر من ثلاثمائة طفلة وطفل على التعلم الذى كانوا سيحرمون منه لولا مدرسة كينو .. وأقام البطل السابق أيضا مركزا رياضية لرعاية المواهب الرياضية دون مقابل وتقديم كل ما يحتاجه أصحاب هذه المواهب من مال ورعاية وطعام وعلاج وحماية .. وأمور وخطوات أخرى دفعت لجنة التحكيم لاختياره كأول فائز بأكبر جائزة أوليمبية .. وقال الأديب لعالمى باولو كويلو أن الذى يفوز بهذه الجائزة لابد أن يكون انسانا حرص وحاول ونجح فى تغيير حياة آخرين وبالتالى هو أسهم بذلك فى بناء عالم أفضل لا تضيع فيه حقوق الحياة العادلة للجميع .. أما كينو نفسه .. فقال بعد فوزه بهذه الجائزة أننا نأتى لهذه الدنيا ونحن لا نملك أى شىء .. ونغادرها أيضا دون أن نأخذ معنا اى شىء .. وتبقى بطولتنا الحقيقية هى ما قدمناه بين الميلاد والموت لمساعدة من كانوا يحتاجون لهذه المساعدة حتى يعيشوا حياتهم