الأثنين. يونيو 16th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د.ياسر أيوب يكتب : رئيس الإتحاد الدولى للجودو وعمرو دياب فى بودابست

فى أحد مقاهى شارع عباس العقاد فى القاهرة .. بدأت عام 2005 صداقتى بماريوس فايزر رئيس الاتحاد الدولى للجودو .. فالقاهرة وقتها كانت تستضيف الجمعية العمومية للإتحاد الدولى للجودو وإجراء إنتخابات رئاسة الإتحاد الدولى .. وكانت إحدى المرات القليلة التى تصبح فيها القاهرة مقراً لإختيار رئيس إتحاد رياضى دولى فى أى لعبة .. وشهدت تلك الإنتخابات صراعاً هائلاً بين الكورى الجنوبى بارك يونج سونج الذى قضى دورتين سابقتين رئيساً للإتحاد الدولى وجاء إلى القاهرة يريد الرئاسة لدورة ثالثة .. والنمساوى ماريوس فايزر رئيس الإتحاد الأوروبى منذ عام 2000 .. وأجريت قبل الإنتخابات حوارين للأهرام الرياضى سواء مع بارك سونج أو ماريوس فايزر حيث تحدث كل منهما عن رؤيته للجودو حاضرا ومستقبلا


ولم يبق وقتها الإتحاد المصرى للجودو برئاسة سامح مباشر على الحياد إنما إختار الإنحياز والتضامن مع بارك سونج .. وخلف الإتحاد المصرى سار كثيرون بينما بقى قليلون مع ماريوس إقتناعاً بأفكاره كنت أنا واحداً منهم ومعى مطيع فخر الدين الذى لم يكن وقتها مسئولاً وأصبح الآن رئيساً للإتحاد المصرى للجودو .. ولم تكن أفكار وخطط ماريوس للإرتقاء باللعبة مجرد دعاية صاخبة وضجيج فارغ إنما دراسات حقيقية فنية وتسويقية أطلعت عليها مع قليلين من رؤساء الإتحادات الأوروبية وأصدقاء الرجل وحلفائه .. ورغم ذلك خسر ماريوس الإنتخابات وكان حزيناً للغاية ومصدوماً فى مواقف كثيرين .. ودعاه مطيع فخر الدين لعشاء بمثابة إعتذار عن موقف مصر معه .. ثم كان المقهى فى شارع عباس العقاد حين جلست معه وتحدثنا كثيراً عن الجودو والحياة والسياسة خاصة أنه فى حوارى معه تحدث عن كل تفاصيل حياته وكثير من أسرارها .. وبدايته الفقيرة كطفل مولود فى رومانيا ورغم دراسته العسكرية إلا أنه منح كل سنوات شبابه للجودو لاعبا أوليمبياً وبطلاً أوروبياً ثم رئيساً للإتحاد الرومانى رغم الهجرة إلى النمسا .. وإلى جانب الجودو كانت نجاحاته الإقتصادية فى مختلف بلدان أوروبا


ولأننى كنت إستعداداً لتغطية الجمعية العمومية وإنتخابات الاتحاد الدولى قد قرأت كثيرا جدا عن لعبة الجودو وتاريخها وفلسفتها .. فقد إقترحت على ماريوس إستغلال فلسفة الجودو فى أمور إنسانية بعيداً عن منافسات اللعبة وبطولاتها .. وأصغى لى ماريوس بإهتمام لكن دون تعقيب .. وكرر شكره لى وطلب ترجمة إنجليزية للحوار الذى أجريته معه .. وبالفعل أرسلت له الترجمه بعد عودته إلى بودابست حيث مقر الإتحاد الأوروبى للجودو .. وبعد عدة أسابيع .. إتصل بى ماريوس ودعانى للسفر بشكل عاجل إلى بودابست .. وهناك عرفت أنه قرر تأسيس لجنة داخل الاتحاد الأوروبى للجودو إسمها الجودو من أجل السلام .. وإختارنى عضواً بها والمتحدث الإعلامى بإسمها وإسم الإتحاد الأوروبى للجودو أيضاً .. وفى مقر الإتحاد الأوروبى فوجئت بسكرتيرة ماريوس تعطينى عدداً هائلاً من صحف ومجلات مجرية وبولندية ورومانية وألمانية وروسية ونمساوية .. كلها أعادت نشر حوارى مع ماريوس بمختلف اللغات إحتراماً لماريوس وما قاله فى هذا الحوار .. وقال لى ماريوس أن تعليقات الصحفيين الأوروبيين على حوارى معه .. وأفكارى التى قلتها له فى أحد مقاهى شارع عباس العقاد .. والصداقة الشخصية بيننا .. جعلته أو دفعته لتأسيس هذه اللجنة وأنه احتفاءاً بذلك يدعونى للعشاء مع بقية أعضاء مجلس إدارة الاتحادين الأوروبى والمجرى للجودو .. وبعد نهار طويل إنقضى فى إجتماعات طويلة ونقاشات متتالية .. انتقل الجميع فى طابور طويل من السيارات الفاخرة من مقر الاتحاد الأوروبى فى فندق سوفيتيل إلى مطعم سان لانسيلوت فى شارع بودمانتيكاى الراقى والأنيق .. لم يكن مطعماً عادياً أو تقليدياً لكنه كان كأنه إحدى قلاع بودابست القديمة وليس فيه ما يشبه أى مطعم آخر فى أى مدينة أوروبية .. ومع أطباق الطعام المجرية التقليدية الجميلة .. اعتادت إدارة المطعم إذاعة الأغانى المختلفة طول الوقت لمن يريد أن ينصت لها أو يرقص معها إدارة المطعم .. وبعد أغان كثيرة مجرية وانجليزية قديمة وجديدة .. فوجئت بأغنية لعمرو دياب اسمها الليلادى .. وعلى الرغم من أن الجالسين معى أو حولى فى المطعم الكبير لا يعرفون اللغة العربية إلا أنهم تجاوبوا مع أغنية عمر دياب تصفيقاً ورقصاً .. حتى أن إدارة المطعم أعادت الأغنية أكثر من مرة .. وكنت سعيداً جداً لأننى مع هذه الأغنية لم أعد الوحيد فى المكان الذى جاء من مصر أو الذى ليس أوروبيا
ً


وعدت إلى بودابست مرة أخرى .. ثم فى لندن وبرلين وتونس وأوسلو .. وصغت مشروعات وأفكار اللجنة وكيف يمكن استغلال الجودو للسلام سواء فى أفغانستان وشرق آسيا أو ودارفور وأمريكا اللاتينية .. خاصة أن ماريوس أصبح بعد عامين فقط .. أى فى 2007 .. هو رئيس الاتحاد الدولى أيضا بعد فضائح طالت بارك سونج وأجبرته على الابتعاد .. واقتنع كثيرون جدا بفكرة استخدام الرياضة لتحقيق السلام .. وقد تضامن مع هذه اللجنة ومشروعاتها كلمن الرئيس الروسى بوتين والمستشارة الألمانية ميركل وبابا الفاتيكان والراحل كوفى أنان الى كان وقتها الأمين العام للأمم المتحدة ولا أزال أحتفظ بخطاب منه يؤكد فيه حماسته وسعادته وتأييده لمبدأ ومعنى استخدام الرياضة من أجل سلام العالم