د. ياسر أيوب يكتب : رفع الأثقال بين لجنة محلية ولجنة أوليمبية

يملك الإعلام الرياضى المصرى محليا نفس الحق الذى تملكه عالميا اللجنة الأوليمبية الدولية فيما يخص رفع الأثقال .. ومثلما أكد توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية أنه لا يمكن قبول استمرار الاتحاد الدولى لرفع الأثقال فى نشاطاته المعتادة دون توقف حقيقى لمراجعة كل ما جرى خلال الفترة الماضية ودون رغبة واضحة ومؤكدة لتلافى كل أخطاء الماضى وإصلاحها .. فهذه اللعبة أيضا فى مصر تحتاج لنفس هذا التوقف وتلك المراجعة وهذا التصحيح قبل استئناف النشاط المحلى فى شهر مايو المقبل وفقاً لتصريحات محمود محجوب رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير أعمال اتحاد رفع الأثقال

ولا أقصد الالتزام بما قاله ودعا إليه توماس باخ لأنه رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية كأعلى سلطة رياضية فى العالم .. إنما لأنه دعا بما يدعو إليه المنطق وتحض عليه أى رغبة حقيقية فى الإصلاح والبحث عن المستقبل الأفضل .. فحين تكثر الأخطاء وتتوالى الأزمات .. لا يمكن الاكتفاء بحديث عن مؤامرة داخلية أو خارجية أو التظاهر بأن كل شىء على ما يرام ولا نحتاج إلا لنبدأ من جديد .. وقد تكون هناك مؤامرات بالفعل لكنها حتى لو وجدت فلن تصلح أو تكفى لتبرير كل ما جرى .. ولن تنفى أن هناك داخل لعبة رفع الأثقال فى مصر من أتاح الفرصة لكل من يريد التآمر على اللعبة وبطلاتها وأبطالها
وقد توقعت الكثير جدا بعد تعيين لجنة مؤقتة لتسيير أعمال اتحاد رفع الأثقال لكن الذى جرى هو ما لم أتوقعه أصلا .. فقد تم تشكيل هذه اللجنة برئاسة محمود محجوب ومعه هانى شيخون وإيمان محمود وأحمد عبد الموجود وكوثر السعيد ووفاء محمود وحسين فتحى .. وتسلمت هذه اللجنة أعمال وشئون الاتحاد بعد فترة عاصفة شهدت أزمات محلية ودولية لا أول لها أو آخر وتعرضت مصر للإيقاف الدولى وحرمان لاعبيها من أى مشاركة دولية ومن دورة طوكيو الأوليمبية المقبلة .. وعقدت هذه اللجنة أولى اجتماعاتها فى بداية شهر مارس الحالى .. وأظن أننى لم اكن وحدى الذى يترقب هذا الاجتماع ومعرفة كيف ستبدأ هذه اللجنة أعمالها وماهى رؤيتها لحل أزمات رفع الأثقال فى مصر .. إلا أن اللجنة أعلنت بعد اجتماعها أنها ستبدأ الموسم المحلى الجديد بعد عيد الفطر المقبل .. وسيتم إعادة تشكيل لجان الاتحاد .. وستعمل اللجنة على لم شمل اللعبة والمقاربة بين مختلف وجهات النظر وتحقيق المصالحة بين الجميع .. كما أن اللجنة ستتابع الطعن الذى قدمته مصر للمحكمة الرياضية الدولية ضد قرار إيقاف النشاط الدولى لرفع الأثقال المصرية

وهى كلها قرارات يمكن قبولها من لجنة عادية تشكلت فى ظروف عادية لإدارة شئون وأمور عادية للعبة لا تعرف أزمات واضطرابات وعقوبات ومؤامرات .. أما ان تكون هذه هى قرارات لجنة تدير شئون لعبة رفع الأثقال وفى هذه الظروف تحديدا فهى قرارات تستحق المراجعة والتحفظ مع كامل الاحترام للجنة ورئيسها وأعضائها .. وكان موقف اللجنة كما بدا بعد اجتماعها الأول هو نفس موقف الاتحاد الدولى لرفع الأثقال الذى قرر إدارة شئون اللعبة كما لو أنه لا ازمات هناك أو قضايا واتهامات متبادلة وقضايا معلقة وفائمة .. وهو الأمر الذى دفع برئيس اللجنة الأوليمبية الدولية للتأكيد على أن اللجنة الدولية لن تقبل ذلك وأنها ترفض استمرار العمل دون أى تغييرات حقيقية .. وإذا أصر الاتحاد الدولى لرفع الأثقال على تجاهل مطالب التغيير وعدم الالتفات لإصلاح اخطاء الماضى فستضطر اللجنة الاوليمبية الدولية حسب تعبير رئيسها توماس باخ لإبعاد رفع الأثقال عن دورة طوكيو الأوليمبية وعن دورة باريس 2024 أيضا
وأعتقد أن اللجنة المكلفة بإدارة شئون رفع الأثقال باتت الآن مطالبة بوقفة حاسمة وجريئة أمام كل ما جرى طيلة الفترة الماضية .. فليس من المقبول أو المعقول أن تكون سياسة اللجنة وهدفها هو المصالحة والمسامحة وكأن الذى جرى كان مجرد خلاف فى رأى ووجهة نظر وليست خلافات أدى إلى خسائر فادحة للعبة وعقوبات دولية قاسية .. فمن حق الجميع وفى مقدمتهم لاعبات ولاعبى مصر الدوليين أن يعرفوا من الذى تسبب فى فضائح المنشطات .. من الذى سمح بها ومن الذى أراد الانتقام سواء من مسئولين أو مدربين فوقع الضرر على مصر الرياضية كلها وعلى سيرتها وسمعتها بالإضافة لحرمانها من نجاحات وميداليات أوليمبية كانت تستحقها مصر وبطلاتها وأبطالها