د. ياسر أيوب يكتب : قصة نجاح مصرية على بعد 12 ألف كيلومتر .. لاعبات استراليا لكرة اليد ومدربتهن هبة على

بسبب واحد فقط يجعل كثيرين فى مصر يهتمون بحوار صحفى مع طالبة طب استرالية اسمها كلارا داهلينبورج .. فإلى جانب دراسة الطب .. تلعب كلارا أيضا فى منتخب بلادها لكرة اليد .. وتحدثت كلارا فى ذلك الحوار عن أحوال المنتخب الاسترالى الذى كان لسنين طويلة من أضعف منتخبات آسيا .. وكان من المفترض أن يبقى كذلك بلا تاريخ وبلا طموح أيضا إلى أن جاءت عام 2018 مدربة أجنبية جديدة غيرت هذا المنتخب تماما سواء فى طريقة اللعب أو سلوك اللاعبات وأعادت لكل لاعبة فى المنتخب من جديد ثقتها فى نفسها ومنتخبها وزميلاتها وحلم الانتصار وروح التحدى ..

هكذا كانت كلارا تتحدث عن مدربة المنتخب أو المصرية المدربة هبة على التى بدأت تقود المنتخب الاسترالى منذ عام 2018 ونجحت فى أن تغرس تحت جلد كل لاعبات استراليا أنه ليس هناك ما يمنع أن يصبح منتخبهن أحد أقوى 12 منتخب نسائى لكرة اليد فى العالم .. ولم تكن كلارا وحدها هى التى تحدثت بمثل هذا الحب وكل هذا الاحترام .. إنما كانت لاعبات المنتخب الاسترالى اللاتى أكدن حبهن واحترامهن واعتزازهن بمدربتهن المصرية وكانت مهمة هبة على الأولى مع المنتخب الاسترالى لكرة اليد للسيدات هى قيادته فى بطولة أمم آسيا عام 2018 .. ورغم خسارة المنتخب لأول مباراتين أمام كازاخستان واليابان .. إلا أن هبة قادت لاعبات استراليا للفوز بثلاث مباريات متتالية على إيران ونيوزيلاندا والهند .. ثم مباراة فاصلة أمام إيران لتتأهل لعبات استراليا إلى نهائيات كأس العالم فى اليابان .

وقبل أن تبدأ هذه النهائيات فى ديسمبر الماضى .. أكدت هبة أنها لا تعد الاستراليين بإنجاز تجاوز الدور الأول لأنها لا تزل تبنى منتخبا نسائيا جديدا لكرة اليد الاسترالية ولا تزال تؤسس لثقافة وروح جديدة داخل كل لاعبة كرة يد فى استراليا .. ورغم أن مصر لم تمتلك بعد منتخبا نسائيا لكرة اليد .. إلا أنها كانت ممثلة هناك فى كأس العالم باليابان سواء بالحكمتين ياسمين السيد وهايدى السيد .. وأيضا هبة على كمديرة فنية لمنتخب استراليا .. وعلى الرغم من خروج منتخب استراليا من الدور الأول فى المجموعة الثانية مثل فرنسا والبرازيل .. إلا أنه لم تكن هناك انتقادات لهبة بل أشاد الإعلام بما بدأت المدربة المصرية تحقيقه مع لاعبات المنتخب الاسترالى .. فلا فريق يمكنه تحقيق الفوز إلا إذا اقتنع لاعبوه أو لاعباته أولا أنه من حقهم الفوز والحلم وباستطاعتهم نيل هذا الحق وتحقيق كل الأحلام .. وهو ما نجحت فيه المصرية هبة على بشهادة الكثيرين فى استراليا وقد أصبحت هبة على أول مصرية تقوم بتدريب منتخب غير مصرى فى أى لعبة وليست كرة اليد وحدها

وكانت هبة التى لم تكمل بعد الأربعين من عمرها قد بدأت رحلتها مع كرة اليد كلاعبة فى نادى الزمالك ثم انتقلت بعد ذلك للنادى الأهلى .. ولعبت هبة لمنتخب مصر وكانت أفضل من شغلت مركز الجناح الأيمن فى كرة اليد المصرية .. وعقب اعتزالها اللعب .. بدأ مشوار هبة التدريبى مع نادى الجزيرة الإماراتى الذى قادته هبة للفوز بمختلف البطولات المحلية فى الإمارات إلى جانب الفوز بالبطولة العربية عام 2013 .. وانتقلت هبة بعدها من تدريب الجزيرة إلى تدريب نادى الظفرة .. وكانت نجاحاتها مع نادى الجزيرة ثم نادى الظفرة سببا لأن يستعين بها الاتحاد الإماراتى لكرة اليد والاستعانة بخبراتها وتجاربها الناجحة لتطوير كرة اليد النسائية فى الإمارات ثم أصبحت الخطوة الأكبر لهبة على والأهم أيضا هى انتقالها لقيادة المنتخب الاسترالى الاول لكرة اليد النسائية ونبدأ هناك كتابة تاريخ جديد لها بعيدا عن بلدها بمسافة تزيد عن 12 ألف كيلومتر .. وتصبح خطوة تستحق الوقوف أمامها كثيرا وطويلا لأكثر من سبب ودافع .. فهى المرة لأولى التى تتولى فيها مدربة مصرية قيادة منتخب بعيدا عن بلدها .. فقد اعتادت مصر قبل هبة أن تشهد لاعباتها يحترفن فى مختلف الألعاب وفى مختلف البلدان أيضا .. لكن تبقى هبة هى المدربة الأولى .. وقد نالت هلة احترام كل لاعباتها منذ تولت مهمتها فى استراليا .. وأيضا كان من المفارقات أن تنلك مصر مدربة شابة تختارها استراليا لقيادة منتخبها الأول بينما لا تزال مصر نفسها تتردد فى تأسيس منتخب لسيداتها رغم نجاح لاعبات مصر المحترفات فى أوروبا .. ورغم نجاحات هبة على فى استراليا