الثلاثاء. أكتوبر 15th, 2024
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر أيوب يكتب .. كيف ولماذا تختار لعبتك .. ولماذا اختار بوتين الجودو؟

منذ عشر سنوات .. ألف سايل واترسون كتابا بعنوان .. ألعاب الرؤساء ـ الرياضة والرئاسة .. وقام واترسون باستعراض حكايات ومشاوير الرؤساء الأمريكيين مع ألعابهم .. جيرالد فورد وكرة القدم الامريكية .. باراك اوباما مع كرة السلة .. جورج بوش وسباقات الجرى .. والرئيس الأمريكى الأول جورج واشنطن مع الفروسية .. وكانت هناك نتيجتان لهذا الكتاب بكل ما فيه من حكايات وبحوث ودراسات .. نتيجتان اهتم بهما وتوقف أمامهما العالم من حولنا

النتيجة الأولى كانت الالتفات للدوافع والأسباب النفسية والاجتماعية والشخصية التى تدفع أى أحد لاختيار لعبة ما بالتحديد يمارسها أو يشاهدها ويهتم بها ويتابعها .. أما النتيجة الثانية فكانت البدء فى استخدام الألعاب لتحليل شخصية وسياسة وطباع ورؤية أى رئيس .. خاصة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الذى بدأ العالم يعيد تحليل شخصيته وقراراته ومواقفه من خلال لعبة الجودو التى يعشقها ولا يزال يلعبها الرئيس الروسى وفيما يخص النتيجة الأولى .. شهدت العشر سنوات الماضية أكثر من دراسة رياضية ونفسية واجتماعية بشأن اختيار الناس لألعابهم .. وحتى الآن لا توجد حقائق ثابتة ومؤكدة تنطبق على الجميع كما أنه لا يمكن تطبيق هذه الدراسات على كرة القدم باعتبارها اللعبة الأكثر شعبية ويدفع زحام الناس والحاح الإعلام مع طبيعة اللعبة نفسها وسهولتها إلى جانب أحلام ومطامع الشهرة والمال كثيرا من الصغار لاختيارها بعكس الحال فى الألعاب الأخرى .. وهناك فى هذه الألعاب بالتأكيد فوارق كثيرة بين الذى يختار ألعاب القتال والقوة والمواجهة الجسدية مثل المصارعة والجودو والكاراتيه والكونج فو .. والأكثر تطرفا الذى يختار الملاكمة .. والذى يختار الألعاب الناعمة مثل الجولف والتنس والريشة الطائرة .. والذى يختار ألعاب التحدى مثل السباحة ورفع الأثقال والفروسية .. والألعاب التى لا احتكاك فيها على الإطلاق مثل الكرة الطائرة أو التى تفيض بالعنف والاحتكاك مثل كرة اليد .. والألعاب التى تنتصر للرشاقة والإيقاع مثل الجمباز أو التى تحتاج لأقصى ما يستطيعه ويملكه الجسد من لياقة مثل الإسكواش وهكذا .. عاد الكثيرون بنظرون لكل من يلعب أو يختار لعبة معينة للاهتمام بها وتحليل شخصيته استنادا إلى لعبته

وبدأ الكثيرون يطرحون مثل هذه الأفكار والنظريات عقب كتاب سايل واترسون رغم أنه كان فقط يتحدث عن رؤساء بلاده الأمريكيين .. فواترسون يرى أن اللعبة التى يحبها الرئيس تعكس بوضوح أسلوب إدارته لشئون البلاد .. بمعنى أن الرئيس الذى تستهويه لعبة جماعية مثل دوايت أيزنهاور ستكون قيادته جماعية .. ونفس الأمر بالنسبة للألعاب الفردية مثل الرئيس هربرت هوفر الذى كان يعشق رياضة الصيد فأصبح يفكر دائما بشكل منفرد ويقرر وحده متى يبدأ أو ينتهى وكيف يمارس لعبته فأصبح يكرر نفس الأمر أيضا مع سياسته وإدارته للبيت الأبيض أما النتيجة الثانية الخاصة بالرئيس الروسى بوتين والجودو .. فقد أدت إلى أن تصبح لعبة الجودو أحد المفاتيح الرئيسة فى الغرب لفهم شخصية بوتين وتوقع قراراته وسياساته .. فقد اختار لعبة الجودو التى تعنى باختصار اسقاط المنافس وطرحه أرضا .. لعبة فى منتهى الجدية والصرامة لا يفوز فيها إلا الأقوى والأكثر تحملا وثباتا .. وقد بلغ الأمر بمارك جاليوتى أن ألف كتابا عنوانه .. نحن نحتاج للحديث عن بوتين .. وفيه يؤكد جاليوتى أن الجودو هو المفتاح الأهم لفهم بوتين .. وإذا كانت الواشنطن بوست كصحيفة أمريكية كبرى قد اتهمت الرئيس بوتين بتمثيل الاهتمام بالجودو كنوع من الدعاية العالمية التى تختلط فيها الرياضة بالسياسة .. فبإمكانى تأكيد أنه اتهام كاذب .. والذى أعرفه بشكل شخصى أن فلاديمير بوتين يلعب الجودو يوما كل أسبوع وفى الأغلب يشاركه اللعب صديقه القديم ماريوس فايزر رئيس الاتحاد الدولى للجودو حيث يلتقى الاثنان أسبوعيا قدر الإمكان فى الكريميلين بموسكو .. فقد كنت مستشارا إعلاميا لفايزر وكنت معه أثناء اتصال مباشر بينه وبوتين .. وحكى لى فايزر كيف يتنازل بوتين عن وقار وبروتوكول الرئاسة ويتنازل رئيس الاتحاد الدولى للعبة عن مهامه ويتحول الاثنان إلى مجرد لاعبين يتنافسان فوق بساط الجودو