الأحد. ديسمبر 8th, 2024
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر أيوب يكتب : معالى وزيرة الرياضة

لم تكن فارتينيه أوهانيان التى تم تعيينها الأسبوع الماضى وزيرة للشباب والرياضة فى لبنان هى أول وزيرة عربية للرياضة ولن تكون الأخيرة أيضا بعدما أصبح طبيعيا وممكنا اختيار إمرأة لإدارة شئون الرياضة فى أى بلد عربية .. وقبل الحديث عن فارتينيه ومحاولة توقع نجاحها أو فشلها كوزيرة للرياضة .. لابد من التوقف أولا أمام المرأة التى فتحت الباب أمام حلم وطموح كل من تريد وتسعى لمقعد وزارة الرياضة فى بلادها .

ففى عام 1997 .. قرر الملك الحسن الثانى تعيين نوال المتوكل وزيرة دولة للشباب والرياضة فى المغرب .. وعلى الرغم من أنها كانت المرة الأولى عربيا التى تتولى فيها إمرأة إدارة شئون الرياضة فى بلادها .. إلا أن القرار والاختيار كانا لهما مقدمات كثيرة ومبررات أكثر .. فنوال كانت نجمة ألعاب القوى التى فازت فى دورة لوس أنجلوس الأوليمبية 1984 بميدالية ذهب سباق 400 متر حواجز وتصبح أول رياضية عربية تفوز بميدالية أوليمبية وأول أفريقية تفوز بالذهب الأوليمبى .. كما كانت تحمل شهادة بكالوريوس علوم الرياضة من جامعة أبوا الأمريكية .. ولم تبق نوال طويلا وزيرة دولة .. والتحقت بأكثر من وظيفة فى المغرب وخارجها حتى عادت مرة أخرى بعد عشر سنوات بالضبط لتصبح هذه المرة وزيرة الرياضة المغربية عام 2007 .. ولم تبق نوال طويلا وزيرة للرياضة ولا يمكن الجزم بنجاحها او فشلها نتيجة غياب أى معيار للحكم الدقيق على أى وزارة رياضة عربية سواء كان يشغلها وزير أو وزيرة .. وتركت نوال الوزارة لتتفرغ للنشاط الأوليمبى الذى شهد تألق النجمة المغربية حتى أصبحت نائبة لرئيس اللجنة الأوليمبية الدولية ومرشحة دائمة لأن تصبح أول إمرأة فى العالم تترأس اللجنة الدولية

وإذا كانت نوال قد جلست على مقعد وزارة الرياضة كلاعبة وبطلة أوليمبية .. فإن تلك القاعدة لم تدم وتستمر بعدها حيث بات اختيار وزيرات الرياضة العرب لا علاقة له بالرياضة وممارستها وبطولاتها .. ففى عام 2016 شهدت تونس ماجدولين الشارنى كأول وزيرة للرياضة .. وكانت ماجدولين مهندسة معمارية ولم يكن لها أى نشاط رياضى طيلة حياتها قبل أن تصبح وزيرة للرياضة فى بلادها .. وبعد سنتين فقط .. خرجت ماجدولين وجاءت محلها إمرأة اخرى لكنها كانت هذه المرة تحمل شهادة الدكتوراة فى الطب .. ورغم كل خبراتها العملية التى كانت داخل المستشفيات ووزارة الصحة التونسية .. فقد تم تعيين سنية بالشيخ عام 2018 وزيرة للرياضة التونسية .. تماما مثل ولاء البوشى .. التى درست الهندسة الميكانيكية فى جامعة إمبريال موليدج الإنجليزية وعملت فى ورش مصانع السكر ثم باحثة فى مجال سياسات الطاقة سواء الطاقة البديلة أو النظيفة إلى جانب قضيتها الانسانية الأولى والأساسية وهى الدفاع عن حقوق المرأة .. وتصبح فجاة وزيرة للرياضة السودانية وأول إمرأة تشغل هذا المنصب فى بلادها .

وأخيرا جاءت فارتينيه أوهانيان هذا الأسبوع من بعيد جدا لتصبح أول وزيرة للرياضة والشباب فى لبنان .. لم تأت فارتينيه من مجال رياضى سواء كلاعبة أو صاحبة تجربة وخبرة فى الإدارة الرياضية .. فقد درست العلوم الاجتماعية فى الجامعة اللبنانية وبدأت حياتها العملية فى مركز زوراتنوتس لتأهيل ورعاية الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة .. وظلت فارتينيه فى هذا المركز التابع للطائفة الأرمنية فى لبنان حتى أصبحت مديرة المركز منذ ثلاث سنوات بعدما أثبتت نجاحها وقدرتها على رعاية الأطفال وتوفير احتياجاتهم وعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة وتراكم خبرات اللعب أو الإدارة ليسوا شرطا لنجاح أى وزير أو وزيرة للرياضة فى أى بلد ومجتمع .

والعكس أيضا صحيح حيث هناك وزراء آخرون ووزيرات أيضا فى العالم حولنا جئن بخلفية رياضية حقيقية ولم ينجحوا أو لم ينجحن فى إدارة شئون الرياضة وملفاتها وطموحاتها .. إلا أن اللافت للانتباه هو أن بلدان عربية كثيرة لا تزال ترى هذا المنصب لا يستحق التروى ودقة الاختيار أو أنها تعتبره ليس أكثر من مجاملة لشخص أو حزب أو مكافأة لدور سياسى أو اجتماعى .. وأيضا فرصة لإظهار المحافظة على المساواة وتاكيد احترام المرأة ومنحها حقوقها السياسية سواء كعضوية البرلمان وأحزابه حتى مقعد الوزارة