د . ياسر أيوب يكتب : الإسكواش .. محاولة لتفسير السيادة المصرية

كثيرة جدا هى الكتب والكتابات التى تناولت علميا وفنيا الفوارق بين لعبتى التنس والإسكواش .. وبعيدا عن فوارق الملعب والمضرب واحتساب النقاط .. فإن الفارق الأهم هو أن لعبة الإسكواش علميا أكثر صعوبة من التنس وتحتاج لقدر أكبر من اللياقة البدنية واستعداد جسدى لا يتوافر لمعظم الناس .. ووفقا لهذه الحقائق العلمية فإن المصريين وفقا لطبيعة حياتهم حيث لا يحرص معظمهم على امتلاك معدلات لياقة عالية ويفضلون السكون أكثر من الحركة .. فقد كان من الضرورى أن يتفوق المصريون فى التنس أكثر من الإسكواش .. وكانت هناك أيضا عوامل أخرى تجعل التنس أكثر انتشارا وتألقا فى مصر من الإسكواش .. فعلى الرغم من أن المصريين تعرفوا على اللعبتين فى وفت واحد تقريبا وفى ظروف متشابهة .. وذلك حين جاء الإنجليز لاحتلال مصر عام 1882 ومعهم ألعابهم فجاء الضباط بالتنس والإسكواش والفروسية .. وجاء الجنود بكرة القدم .. إلا أن ملعب الإسكواش المغلق لم يلق فى البداية اهتماما مصريا نتيجة حرمانهم الطويل تاريخيا من اللعب بداية من زمن الفراعنة  لأنهم حيث لم يكن يلعب إلا الملوك والأمراء والقادة فقط

 واختار المصريون التنس كلعبة الفضاء المفتوح وأصبح التنس قبل أن تعيش مصر الانفجار الكروى هو اللعبة الأكثر انتشارا ولمعانا فى مصر .. ولم يكن ممكنا تاسيس أى ناد .. إنجليزى أو أجنبى أو مصرى .. إلا بتوفير ملعب واحد على الافل للتنس .. الجزيرة وسبورتينج والأهلى والزمالك وهليوبوليس

ورغم ذلك .. لم ينجح المصريون فى التنس .. ولم يلمع أى مصرى رغم كثرة الملاعب ومن يلعبون .. أما الإسكواش .. فعلى الرغم من البدايات الخجولة إلا أن عبد الفتاح باشا عمرو أصبح أشهر وأهم لاعب إسكواش فى العالم بداية من عام 1933 .. وبقى الديبلوماسى الباشا مجرد استثناء تكرر مرتين فيما بعد مع عبد الفتاح أبو طالب عام 1964 ثم جمال عوض عام 1977 .. وأخيرا كان انفجار القرن الحادى والعشرين حيث أصبح المصريون هم سادة الإسكواش فى العالم واحتكروا كل بطولات اللعبة وتصنيفها العالمى للاعبين واللاعبات .. وأصبح ذلك لغزا حار معه العالم كله .. فهل الإسكواش موهبة فطرية لدى المصريين أم أنه كان نتيجة تخطيط طويل بانت نتائجة أخيرا .. وأصبحت جريدة النيويورك تايمز آخر من عجز عن تفسير السيادة المصرية للإسكواش وقبلها كثير من النقاد والكتاب وأساتذة الرياضة .. لكننى أظن أننا من الممكن أن نجد التفسير لدى العلم .. فالإسكواش علميا هو أكثر لعبة تحتاج لجهد وقدرة على التحمل .

 والعلم أيضا أكد أن التحليل الجينى للمصريين أثبت امتلاكهم لهذه القدرة الجسدية .. وإذا كان العلم قد نادى بتفرغ المصريين لألعاب التحمل والقوة الجسدية مثل رفع الأثقال والمصارعة .. فإننا لم ننتبه من قبل إلى الربط بين كل ذلك والإسكواش وأغفلنا هذه الحقائق ونحن نتحدث عن السيادة المصرية .. وبتخطيط مصرى رائع ودائم وصبر وإلحاح رياضى وحماسة الإعلامية وقت الرئيس مبارك عاشق الإسكواش .. اكتملت معادلة العلم والرياضة وأصبح المصريون سادة العالم فى الإسكواش