محمد الدمرداش يكتب|الوزارة والأولمبية..ومحترفو الوقيعة

بقلم – محمد الدمرداش

لن ينصلح حال الرياضة المصرية ، طالما تفنن بعضما في زيادة الفجوة والمسافات بين الهيئات الكبرى الحاكمة لملف الرياضة في بلدنا ، وزيادة أوجه التباعد والتناحر بين الجميع في الوقت الذي يتطلب فيه الأمر تقريب المسافات ودعم التعاون والألفة والرؤى الهادفة من الجميع ، لتصب في الصالح العام ، بعيدا عن الخلاف والصراع الدائم ، والذي يضر ويدمر ويهدر الجهود بطبيعة الحال .
بعد سنوات من القيل والقال والتصريحات الحادة والمؤلمة ، وأحيانا الخناقات واستعراض العضلات ، ظهرت مقولة التعاون والإنسجام بين وزارة الشباب والرياضة ممثلة في الدكتور أشرف صبحي ، واللجنة الأولمبية المصرية ممثلة في المهندس هشام حطب ، وكانت المرة الأولى لهذه المقولة بين الهيئتين المذكورتين على وجه التحديد ، بعد أن عم الخلاف بينهما على مدار سنوات طويلة سبقت قدوم الإسمين وتوليهما مهمة العمل في كل هيئة على حدة ..
توهمت أن الأمر صار سهلا وبسيطا ، من منطلق حرص الجميع على المصلحة العامة ، وتوهمت أن غيري يحمل نفس الشعور والرغبة في فرض الاستقرار ، ولكنه لا يروق للكثيرين ممن ارتضوا لأنفسهم دور الحاكمين والفاعلين في الرياضة المصرية ، والقائم على الانتشار والتوسع والتوغل في حالات الانقسام والتناحر والخلاف ، وبالتالي السعي وراء زيادتها بأي شكل أو طريقة ، والعمل على تشويه كل ما هو جميل ، وتحريف كل تصريح وانتزاعه من مضمونه وسياقه ، بحيث يحافظ كل منهم على الفجوة قائمة إذا فشل في توسعتها ..
للأسف الشديد ، يرتدي كل منهم ثوب الفضيلة والشرف ويرسم على ملامح وجهه البراءة والتحلي بالنداءات الورعة ، وهو في الأساس محترف في بث السموم والوقيعة بين الناس ، سعيا وراء الحفاظ على مصالحه وغاياته دون المساس بها .. وحاولوا مرارا وتكرارا ضرب الاستقرار والود بين الجميع ، تارة بأنباء وأخبار كاذبة ، وأخرى بتوظيف مغرض لكل ما يدور هنا وهناك ..
إذا أردنا الصلاح والفلاح للرياضة في مصر ، علينا أولا نبذ هذه المجموعات ، ووضعها في إطارها الحقيقي ، وعدن التضخيم من شأنها وقوتها ، لأنها في النهاية هشة لا ترتقي لمستوى التعامل معها تحت أي ظرف .. فقط علينا التسليم بذلك والتعامل معه من هذا المنطلق ..

محمد الدمرداش

Eldemerdash2005@hotmail.com