محمد الدمرداش يكتب |الرعاية .. في السراء والضراء
بقلم – محمد الدمرداش
التعلق بأمل التتويج بميدالية أولمبية ، وتقديم بطل أو بطلة لميدان المنافسة ، من أصعب الاختبارات التي يمر بها من يعمل في العمل الرياضي في كل مراحله وخطواته ومجالاته المتعددة ، وسواء تعلق الأمر بالبطل نفسه أو بمدربه أو بالإداري المسئول عنه ، أو ناديه وصولا إلى أعلى الهيئات المرتبطة ببرامج إعداده وتجهيزه .. ولكن يبقى العبء الأبرز في هذه المراحل على من يقوم بدور الرعاية ويوفر عناصرها ومشتملاتها المختلفة للاعب أو اللاعبة ، من معسكرات ورعاية طبية وفنية ، وأحيانا الغوص للمشاكل والملفات الدراسية والطبية والتغذية ، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى بعض المشاكل الأسرية .
قد ينظر البعض إلى الرعاية بمفهومها المجرد ، وهو سعي علامة تجارية للاستفادة من نجومية لاعب أو لاعبة ، وربط اسمه وصورته بالعلامة التجارية أو طبع اللوجو الخاص بالشركة على قميص وزي وبدلة الرياضي طوال الوقت ، وقد يسري الأمر على نجوم كرة القدم بحكم الطبيعة الخاصة للعبة الشعبية الأولى ، ولكنه يختلف تماما عند الحديث عن لاعبي ولاعبات الألعاب الفردية والتي يتحمل فيها الرعاة مشقة البحث عن موهبة صغيرة السن واعدة واستقدامها وسط تحديات ومخاوف ، والرهان على تطورها واستجابتها السريعة لبرامج الإعداد والتأهيل ، وضخ الملايين في سبيل تطويرها وتجهيزها لمواجهة ومنافسة أبطال ونجوم العالم في اللعبة .
وهنا في روابط ، لمست عن قرب مدى اهتمام وسعي الجميع لتقديم أجيال جديدة من المواهب والنجوم ، من خلال سلسلة من التعاقدات مع شباب وناشين واعدين ، وتحمل مشقة التقديم والدعم والتجهيز ، حتى يصبح مؤهلا للمشاركة والمنافسة في جميع المحافل المحلية والاقليمية والدولية والأولمبية .. وهي مهمة ليست بالهينة في كل الأحوال .
الغريب أن البعض لا يلتفت إلى دور الرعاية إلى في حالات الإخفاق فقط ، وكأن الرعاة هم سبب إصابة لاعب أو تعرضه لمرض مفاجئ أو تفوق من أمامه في الإعداد والتجهيز .. وقد لا يكلف أحدهم نفسه مشقة توجيه الشكر لمن يرعى ويتابع ويذلل العقبات طوال سنوات ، كي يصعد لاعبه غلى منصة التتويج ، ويجد ثمرة ما قدمه وتحمله طوال سنوات ممتدة .. فهل ترى في ذلك عدلا ؟
