من بطلة بارالمبية إلى مدربة أبطال… جيهان جلال تكتب التاريخ

جيهان جلال… من بطلة بارالمبية إلى أول سيدة تقود منتخب مصر للناشئين في رفع الأثقال
رفع الأثقال البارالمبي في يد آمنة… جيهان جلال تقود الطريق
أعلنت اللجنة البارالمبية المصرية عن تعيين البطلة السابقة جيهان جلال، إلى جانب الكابتن محمد السيد ومصطفى فضلون، لقيادة الجهاز الفني لمنتخب مصر للناشئين في رفع الأثقال البارالمبي، استعدادًا لبطولة العالم التي تستضيفها القاهرة خلال الفترة من 3 إلى 20 أكتوبر 2025، لتصبح أول سيدة مصرية في التاريخ تتولى هذا المنصب.
مسيرة رياضية بدأت منذ 1998
بدأت جيهان جلال مسيرتها في رفع الأثقال البارالمبي عام 1998، وشاركت في دورة الألعاب البارالمبية في سيدني 2000، وظلت حاضرة في المشهد الأولمبي حتى أولمبياد طوكيو 2020، باستثناء دورتين لم تتمكن من المشاركة فيهما لأسباب عائلية.
بجانب دورها الرياضي، هي أم لابن يدعى «عبد الله»، كان طالبًا في المؤسسة العسكرية «بالهايكستب»، وتدرب في البداية تحت إشراف الكابتن عماد جودة، والكابتن أحمد فرغل، والآن يتدرب على يد الكابتن محمد إيهاب.
من الإصابة إلى التحول التدريبي
خلال مسيرتها «كلاعبة»، كانت جيهان دائمة التواصل والنقاش مع المدربين، وكانت تقدم المشورة لزميلاتها اللاعبات، وهو ما فتح أمامها باب التدريب.
رغم إصابتها في بطولة العالم 2019، التي وصفتها بأنها الأسوأ في مسيرتها، ومحاولتها التأهل لأولمبياد طوكيو وهي تعاني من مشاكل في العمود الفقري، فإنها استطاعت التعافي أثناء فترة كورونا، وشاركت بالفعل في أولمبياد طوكيو 2020، لكنها قررت الاعتزال بعدها وهي في قمة عطائها.
من البطولات إلى قاعات الدراسة
في عام 2021، قررت جيهان دراسة التدريب بشكل احترافي، أثناء زيارتها لابنها في الهايكستب، علمت بوجود دورة بالأكاديمية الأولمبية، وأخبرت المسؤولين أن حلمها أن تصبح مدربة تسهم في إعداد الجيل القادم، حصلت على الدورة بتقدير جيد جدًا نظريًا، وامتياز عمليًا، وتقول إنها لا تنسى من دعمها في هذه المرحلة.
عودة إلى ناديها وصناعة مجد تدريبي
بعد حصولها على الدورة عام 2022، توجهت إلى نادي «ياسمينا للمعاقين»، الذي ظل 17 عامًا دون ميداليات؛ قررت مساعدته دون تقاضي أجور، ردًا للجميل، ونجحت بالفعل في تحقيق المركز الثالث في بطولة الناشئين والناشئات والمركز الثاني في كأس الرائدات.
بين 2022 و2024، شاركت معهم في العديد من البطولات، منها 5 كؤوس مصر، وحققوا الترتيب العام الثاني على مستوى الأندية، ليعود النادي للميداليات بعد 18 عامًا من الغياب.
نقطة تحول في مسيرتها التدريبية بدأت بنصيحة صادقة
وتسترجع البطلة البارالمبية إحدى المحطات المفصلية في مسيرتها التدريبية، حين التقت بالدكتور حسام الدين مصطفى، رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، وذلك بحضور الكابتن عماد رمضان، أمين صندوق اللجنة.
ورغم ما كانت قد حققته من إنجازات ونتائج مشرفة مع ناديها، وجه لها الدكتور حسام نصيحة بأن تعمل على تطوير ذاتها بشكل أكبر، مؤكدًا أنه سيتابع أداءها وسيقدم لها الدعم اللازم.















وتقول جيهان: «احترمت رأيه كثيرًا وتفهمت ملاحظاته، وأدركت أن التطوير المستمر هو طريق الاحتراف الحقيقي، فبدأت مرحلة جديدة من الاجتهاد، وحرصت على الالتحاق بعدد من الدورات التدريبية المتقدمة، والعمل الجاد لتطوير مستواي كمدربة محترفة».
أفضل مدربة في مصر 2024
تم اختيارها أفضل مدربة في مصر من قبل اللجنة البارالمبية المصرية، بعد استفتاء واسع، لتصبح أول سيدة مصرية تقود فريق بارالمبي.
رغبتها في الاحتراف قادتها للتطوير المستمر، فشاركت في دورات تدريبية متقدمة، وبعد متابعة اللجنة البارالمبية لأعمالها، تم دعوتها وأعلن عن اختيارها كأول عنصر نسائي في تاريخ اللجنة وتاريخ مصر لتقود الجهاز الفني لمنتخب الناشئين.
إنجازات كلاعبة ومدربة
حصلت جيهان على المركز الأول في بطولة العالم عدة مرات، وشاركت في أربع دورات بارالمبية، وساهمت في تدريب ناشئين أسوياء كذلك، من بين من دعموها، «الكابتن أحمد فرغل، أحمد سعد، أحمد علي، وعبد الرحمن جلال».
بطولة شرم الشيخ 2023 وأوسمة الشرف
شاركت جيهان بفريقها على نفقتهم الخاصة، وحققوا 17 ميدالية متنوعة (ذهب، فضة، برونز)، ما اعتبرته شرفًا كبيرًا في مسيرتها، خاصة وأنها بدأت مع هؤلاء اللاعبين منذ صغرهم حتى أصبحوا أبطال عالم، كما حصلت على دورة تدريبية عالمية على هامش البطولة.
وفي اعتراف رسمي بجهودها، حصلت على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 2018، تقديرًا لمسيرتها المتميزة وإنجازاتها الكبيرة.
وراء كل نجاح… من يستحق الشكر
وجهت الكابتن جيهان جلال رسالة شكر وامتنان لكل من دعمها ووقف إلى جانبها خلال رحلتها الطويلة، وصفت وصفت اختياره لها لقيادة الجهاز الفني لمنتخب الناشئين بأنه «فتح لها باب الدخول من أوسع أبواب الرياضة المصرية»، كما شكرت مجلس إدارة اللجنة البارالمبية على مساندتهم.
كما وجهت الشكر للكابتن ريحاب رضوان، وزملائها في الجهاز الفني الكابتن محمد السيد، ومصطفى فضلون، وكذلك نادي معهد شلل الأطفال، وعلى رأسه الدكتور إبراهيم أمين رئيس النادي وعضو اللجنة البارالمبية.
وعلى المستوى الشخصي، وجهت الشكر لزوجها وأسرتها ووالدتها، الذين كانوا الداعم الأول لها في كل خطوة، مؤكدة أن النجاح لا يبنى بمجهود فردي، بل بمنظومة من الحب والدعم والإيمان.