انسحابات وخسائر متتالية.. هل تكتب أندية البترول نهاية عصر القطبين في تنس الطاولة؟

شهدت رياضة تنس الطاولة في مصر تحولات جذرية خلال السنوات الأخيرة، حيث فقد قطبا الرياضة المصرية، الأهلي والزمالك، هيمنتهما التقليدية على اللعبة وأصبح الانسحاب من البطولات القارية والعربية سمة متكررة لكلا الناديين، ما فتح الباب أمام أندية البترول، مثل إنبي وبتروجت، لتسيطر على المشهد.
تراجع الأهلي والزمالك في الدوري المصري
الأهلي، الذي كان لفترات طويلة قوة ضاربة في تنس الطاولة، تعرض لانتكاسة تاريخية العام الماضي عندما خسر لقب الدوري المصري للرجال والسيدات معًا لأول مرة في تاريخه.
ضعف التدعيمات في فريقي الرجال والسيدات كان عاملاً رئيسيًا في هذا التراجع، ما أدى إلى انخفاض مستوى المنافسة أمام فرق مثل إنبي على صعيد الرجال والزمالك على صعيد السيدات، اللذين نجحا في حصد لقب الدوري العام الماضي.
الوضع الحالي للأهلي في تنس الطاولة يضعه أمام تحديات كبيرة، خاصة أنه يستعد للدورة المجمعة الأولى لحسم لقب الدوري هذا العام في ظل قوة إنبي على صعيد الرجال، وبتروجت والزمالك على صعيد السيدات، تبدو فرص الفريق الأحمر في المنافسة على اللقب صعبة.
أما الزمالك، فعلى الرغم من تحقيقه لقب الدوري العام الماضي على صعيد السيدات، إلا أن فريق الرجال بدأ في التراجع تدريجيا في ظل تفوق ملحوظ لفريق إنبي حامل اللقب.
هيمنة الفرق البترولية في البطولات العربية
لم يقتصر تراجع الأهلي والزمالك على الدوري المصري، بل امتد أيضًا إلى البطولات العربية.
انسحب الأهلي من البطولة العربية للرجال في أكثر من مناسبة، مما أتاح الفرصة أمام إنبي ليحصد اللقب العربي أكثر من مرة حيث نجح إنبي في الفوز باللقب في عام 2022 في ظل تواجد الأهلي بالبطولة، بينما فاز بالبطولة عامي 2023 و2024 بعد انسحاب المارد الأحمر ليحقق اللقب ثلاث أعوام على التوالي.
المثير للدهشة أن إنبي استعان ببعض لاعبي الأهلي في البطولة قبل الماضية التي أقيمت في السعودية، مثل يوسف عبدالعزيز ومحمد البيلي، الذين ساعدوا الفريق البترولي في التتويج باللقب على الرغم من أن الأهلي كان لديه فرصة في المشاركة وقتها بالإضافة إلى أن العناصر الأساسية الآن في إنبي كانت في يوم من الأيام أبطال داخل النادي الأهلي مثل علي غلاب ومحمد شومان ومؤخرا عمر عصر الذي انضم حديثا للفريق بالبطولة الأفريقية.
أما الزمالك، فعلى الرغم من تحقيق لقب بطولة الأندية العربية للسيدات النسخة قبل الماضية، إلا أنه انسحب من البطولة العام الماضي لينجح إنبي وبتروجت في تقديم أداء متميز بالبطولة والوصول للمباراة النهائية معا قبل أن يحسم إنبي اللقب لصالحه.
التراجع في البطولات الأفريقية
الانسحاب من البطولات الأفريقية بات أمرًا مألوفًا بالنسبة للأهلي والزمالك.
الأهلي قرر عدم المشاركة في بطولة الأندية الأفريقية التي أقيمت مؤخرا في تونس للرجال والسيدات بسبب ضعف التدعيمات، رغم تاريخه الكبير في البطولة.
أما الزمالك فلم يكن أفضل حالًا، حيث غاب عن البطولة القارية الأخيرة في الرجال بينما خسر اللقب لصالح بتروجت في السيدات ليسيطر كل من إنبي وبتروجت على ساحة تنس الطاولة.
ولذلك، أصبح الأمر واضحا على صعيد النتائج، حيث تمكن بتروجت من التتويج بلقب بطولة الأندية الأفريقية ثلاث مرات على التوالي، فيما فاز إنبي بنفس اللقب على صعيد الرجال أربع مرات على التوالي في ظل غياب تام من قطبي الرياضة المصرية الأهلي والزمالك.
مستقبل اللعبة داخل القطبين
تنس الطاولة تُعد واحدة من الألعاب المهمة التي تُضيف للأندية بطولات وإنجازات في صالاتها المغلقة، لذا، من العجيب أن تشهد اللعبة هذا التراجع في ناديين بحجم الأهلي والزمالك، اللذين لطالما كانا رمزين للتفوق الرياضي.
استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى مزيد من التهميش للعبة داخل القطبين، ما يمنح أندية أخرى مثل إنبي وبتروجت الفرصة لترسيخ سيطرتها على المشهد المحلي والعربي والقاري.