جمال نور الدين يكتب : كالعاده .. ننتظر الأوامر
كالعاده عند كل أزمة نجلس ونتحدث ونصرخ، وفى النهاية ننتظر لمن يخرجنا من تلك الأزمة
فعند ظهور أزمة كورونا التي أطاحت بأحلام ومقدرات العالم كله وكانت السبب في تغيير الخريطة العالمية والإقتصادية وحتى الإجتماعية، أصبح العالم مجبراً على تغيير سياسته نحو الأشياء.
أصبح يبحث عن حلول أخرى بديلة لكل مجريات حياته، أصبح يبحث عن طوق نجاه بعد حالة السكتة الحياتية التي صنعتها كورونا، فوجد ضالته أخيراً في العالم الإفتراضي أو الفضائي الضيق، ليكون بديلاً عن العالم الواقعي الواسع، بدأ العالم كله يتجه نحو العمل عن طريق الإنترنت .
هذا العالم الافتراضي الذى كان العالم يستعد له والدخول في عالمه الضيق الجديد ولكن كانت كلها مؤجلة ، حتى جاء الفيروس اللعين ليعجل بهذا الإندماج والدخول إلى عالم الإنترنت .
والسؤال الآن .؟ ماذا فعلت الدول المتقدمة لكى تحافظ على سلامة ولياقة اللاعبين في جميع الألعاب دون الإضرار بهم في هذا التوقيت الصعب ، البعض إتجه للتدريب عن طريق الإنترنت ، والبعض الآخر ترك اللاعبين يهتمون بأنفسهم في ظل عالم الإحتراف الذى يتعلم من خلاله اللاعب أن مستقبله مرهون بالحفاظ على نفسه وموهبته ولياقته ، فلابد وأن يتعامل مع هذه المعطيات لكى يستمر محافظاً على مكانته الرياضية .
هناك تجربة رائعة إبتدعها اللاعب المصري إسلام جمال المحترف بأحد أندية الدرجة الأولى بأمريكا وفى نفس الوقت مدرب لفريق الناشئين بنفس النادي ، فقد جعل إسلام جمال التدريب أون لاين عن طريق الإنترنت مع اللاعبين وخصص لهم وحدات تدريبية يتم عملها في المنازل أو الحدائق الخضراء ، وهو تفكير خارج الصندوق بفكر وعقلية مصري الفارق بينه وبين العقلية الموجودة داخل مصر هو تعلم معنى الإحتراف في العمل.
هذا مايحدث في الخارج ، فماذا يحدث عندنا في الداخل من الوسط الرياضي .؟
عند حدوث الازمه قررت جميع الإتحادات تعليق أنشطتها لحين إنتهاء الغمة الفيروسية وهذا قرار صائب وقرار دوله .
إلا إنهم توقفوا عند هذا الحد وينتظرون قرارات الدولة لكى يتم تنفيذها بشكل عشوائي ودون حتى مناقشة لتكييف تلك القرارات على كل لعبة وما يناسبها ، فما الخطط البديلة لكل إتحاد ، ولماذا ينتظرون وزير الشباب والرياضة لكى يقرر وهم ينفذون ، هل هذا من سلطة الوزير ، مع العلم أن وزارة الشباب والرياضة من أوائل الجهات التي إتجهت إلى وسائل التواصل الإجتماعي وتطبيق جميع فعالياتها وأنشطتها أون لاين ونجحت في ذلك ، ومع إعترافي بأنها ليست المسئولة عن وضع الخطط البديلة للإتحادات ، إلا أننى مؤمن بأن الحركة الرياضية في مصر تحتاج إلى عقل يفكر لا عقل ينفذ .