الخميس. سبتمبر 18th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د.ياسر أيوب يكتب : أدولف أوجى .. الرجل الذى غير شكل الرياضة فى العالم

فى مثل هذه الأيام التى اعتزل فيها العالم الرياضة وممارستها والفرجة عليها بسبب أزمة كورونا .. كان من الطبيعى والضرورى أيضا أن أتذكر صديقا قديما وأكتب عنه الآن وعن رؤيته وكل ما تعلمته من أكثر رجل رأيته طوال حياتى مقتنعا بأهمية الرياضة وما يمكن أن تقوم به وتقدمه للعالم فى مختلف محالات الحياة .. هذا الصديق هو أدولف أوجى .. الرئيس السابق لدولة سويسرا الذى تلقى بعد ستين يوما فقط من انتهاء فترة رئاسته خطابا رسميا من الأمم المتحدة بتكليفه مستشارا رياضيا للأمم المتحدة .. وعلى حد تعبيره لى .. كانت مهمة ادولف أوجى فى الأمم المتحدة هى مساعدة كوفى أنان السكرتير العام وقتها لتنفيذ خطة المنظمة الدولية الكبيرة لاستخدام الرياضة فى كل مشروعات التنمية والسلام التى تشرف عليها أو تقوم بها الأمم المتحدة فى مختلف أرجاء العالم


ومع منصبه الجديد .. بدأ أدولف أوجى يعيد اكتشاف وفهم الرياضة فى العالم ويضعها فى خطط الأمم المتحدة ومشروعاتها بدء مرحلة جديدة وعلاقة رياضية بين الأمم المتحدة ومختلف بلدان العالم وعلاقة جديدة بين المنظمة الدولية واللجنة الأوليمبية الدولية واتحاداتها الرياضية .. وهى الخطوات التى أدت إلى اختيار 2005 لأول مرة عاما دوليا للرياضة .. ولم يكتف الرجل بذلك .. ولم يكن يتحدث معى عما قام به أو نجح فى تحقيقه إنما كان الكلام كله عما يريد تحقيقه .. فقد كان مقتنعا بأن الرياضة أهم وأكبر وأعمق من أن تصبح مجرد لعبة أو بطولة .. وأن العالم كله قد تأخر كثيرا وطويلا قبل أن يفكر جديا فى الانتفاع بالرياضة ويجيد استثمار شعبيتها ومكانتها فى مختلف نواحى الحياة .. وقال لى أدولف أوجى أنه يعتقد أن أهم الأسباب التى منعت العالم من استغلال صحيح وواعى للرياضة هو أن سياسيين كثيرين فى مختلف بلدان العالم .. سواء كانت متقدمة أو نامية وغنية أو فقيرة .. بقوا طويلا على اعتقادهم الخاطىء بأن الرياضة مجرد ترفيه أو رفاهية .. وكان السبب الثانى هو الإعلام الذى لا يزال مشغولا ومأخوذا بكل الجوانب المظلمة فى الرياضة .. مثل الفساد وسطوة المال والمنشطات .. وكلها يراها أوجى قضايا حقيقية ولم يخترعها أو يتخيلها الإعلام .. ولكن ما يقصده أوجى أن هذه الجوانب ليست هى كل ما يمكن أو ينبغى أن يكتب ويقال عن الرياضة .. وليست تستحق أن ينشغل بها الإعلام الرياضى فى العالم كله غافلا جوانب ومعانى ووظائف أخرى أهم وأبقى للرياضة هذه المعانى والأدوار الأخرى للرياضة

وقد عشت أو شاهدت أو عرفت الكثير مما قام به أدولف أوجى وحضرت معه بعض مؤتمراته .. ومحاولاته إقناع بلدان العالم وحكوماته بضرورة الالتفات للرياضة .. ومن المؤسسات الرياضية الدولية .. والقطاع الخاص .. والمجتمع المدنى .. ليعملوا جميعا بالقرب وبالتنسيق مع الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها لتبدأ مشروعات عديدة فى كل مكان تستند إلى الرياضة وتستثمر شعبيتها ومكانتها وتأثيرها .. وبدأت تتغير ملامح وتفاصيل كثيرة فى الصورة القديمة .. وتوالت المؤتمرات الدولية الساعية لتغيير النظرة للرياضة .. وتأسست جمعيات ومنظمات جديدة تعمل على الرياضة ومحاورها الاجتماعية والانسانية مثل الصحة والتعليم والسلام والمحافظة على البيئة .. وبدأت تتعالى الأصوات المطالبة بحق اللعب للجميع دون اى تفرقة سياسية أو اجتماعية .. وكنت أول صحفى يجرى مع أدولف أوجى حوارا باللغة العربية عن كل ذلك .. وتعددت الحوارات معه فى جنيف لمحاولة إيصال أفكاره ورؤاه وخطواته إلى المسئولين العرب سياسيا وفنيا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا أيضا

باختصار .. لم تعد الرياضة بعد ادولف أوجى هى نفسها التى كانت قبله .. فالتغيير بفضل هذا الرجل كان حقيقيا وهائلا .. وأى انسان فى العالم اليوم تسهل عليه محافظة الفارق بين الرياضة فى العالم قبل وبعد 2005 الذى كان عاما دوليا للرياضة فى العالم وكان البداية الحقيقية لرجل سويسرى اسمه أدولف أوجى .. رجل لا يعرفه الكثيرون اليوم ولا يتذكرونه .. فهو لم يكن ساعيا وراء أى شهرة ولم يكن من هواة الضجيج والصخب .. لكننى أحببت أن أشكره بالنيابة عن كثيرين جدا فى هذه الأيام التى توقف فيها النشاط الرياضى فى العالم .. ومع الشكر تحية التقدير والامتنان والاحترام ايضا