د. ياسر أيوب يكتب: اتحاد التايكوندو من انتصارات الماضى لأحلام المستقبل

اتحادات رياضية قليلة فى مصر هى التى لا يوقفها شىء عن الفكر والتخطيط للمستقبل .. يحافظ مسئولوها دائما على طموحاتهم وأحلامهم مهما كانت شواغلهم ومهما صادفهم من أزمات وهموم .. ومن المؤكد أن اتحاد التايكوندو هو أحد هذه الاتحادات .. وهذا ليس مجرد كلام مرسل فيه بعض المجاملة والكثير من المبالغة .. إنما كلام يسهل إثباته بالعقل والمنطق والوقائع .. ففى دورة طوكيو الماضية .. فاز التايكوندو بأول ميدالية أوليمبية لمصر فى تلك الدورة وكانت برونزية للبطلة العالمية هداية ملاك .. ثم عاد التايكوندو أيضا وفاز لمصر بالميدلية الثانية فى تلك الدورة وكانت برونزية للبطل الجديد سيف عيسى .. وأصبح التايكوندو بهاتين الميداليتين فى طوكيو هو رابع اتحاد مصرى يملك أربع ميداليات أوليمبية بعد رفع الأثقال والمصارعة والملاكمة .. وفى دورة طوكيو الباراليمبية .. فاز التايكوندو أيضا بميدالية أوليمبية فضية للبطل العنيد محمد الزيات
وكان من الممكن أن يكتفى اتحاد التايكوندو برئاسة عمرو سليم بهذه الثلاث ميداليات ويبقى يحتفل بها طويلا إلى درجة الإلحاح والإزعاج .. فهناك اتحادات مصرية أخرى تتغنى طول الوقت بإنجازاتها وانتصاراتها وهى لم تحقق ميدالية أوليمبية واحدة .. وبدلا من دوام الاحتفالات والتباهى بالإنجاز الأوليمبى .. بدأ اتحاد التايكوندو فور العودة من طوكيو بالتفكير والتخطيط لدورة باريس الأوليمبية 2024 .. وكانت الخطوة الأولى هى بطولة العالم للسيدات التى ستقام بعد أيام فى العاصمة السعودية الرياض .. وهى أول بطولة عالم لسيدات التايكوندو تقام فى الشرق الأوسط .. وقرر الاتحاد الدولى أن تنال كل لاعبة تحصل على المركز الأول فى كل وزن على أربعين نقطة فى التصنيف الدولى للعبة مما يسهل معه التأهل لدورة باريس الأوليمبية التى ستتأهل لها مباشرة أول ست لاعبات فى هذا التصنيف ..وكان من الطبيعى والمنطقى أن يرسل اتحاد التايكوندو نجماته مثل هداية ملاك ونور حسين وهكذا كان الاتحاد سيضمن إما بطولة وميدالية فى بطولة العالم تتواصل بها انتصاراته ونجاحاته .. أو سيضمن براءته إن لم تأت الميداليات والانتصارات وستتحمل المسئولية البطلات الكبيرات اللاتى شاركن فى البطولة
لكن لم يشأ اتحاد التايكوندو ذلك .. وإنم قرر إرسال لاعبات جدد لبطولة العالم ليكتسبن المزيد من الخبرة الدولية ويحاولن الفوز بميداليات أيضا .. وهؤلاء اللاعبات هن شهد سامى ومرام نبيل ومنة الله مدحت وأشرقت نبيل وحبيبة سعد ونادين عمرو وآية محمد وتقى شعبان .. وسيقود بطلات التايكوندو المصرى الجدد كل من أسامة السيد ومحمد مجدى .. وسبق أن قرر الاتحاد مشاركة هؤلاء اللاعبات فى بطولة أفريقيا التى سبقت دورة طوكيو الماضية .. وقد لا يضمن الاتحاد فوز هؤلاء اللاعبات الجدد بميداليات فى بطولة العالم .. لكنهن أصبحن الجيل الجديد للتايكوندو المصرى اللاتى بدأ منذ فترة إعدادهن انتظارا لدورة باريس بعد أقل من ثلاث سنوات .. فهذا هو الدور والواجب الطبيعى لأى اتحاد رياضى .. أن يملك أبطالا وفى نفس الوقت يفكر فى صناعة أبطال جدد .. ومثل اتحادات رياضية كثيرة فى العالم حولنا وليس فى مصر .. أغلق الاتحاد المصرى للتايكوندو ملف دورة اوليمبية مضت فاز فيها بميداليتين وميدالية ثالثة فى الدورة الباراليمبية وبدأ فورا التخطيط لدورة أوليمبية وباراليمبية مقبلة .. وبدأ يفتح الباب أمام صغار السن لإعدادهم وتجهيزهم انتظارا للدورة الأوليمبية المقبلة .. ولهذا أشكر اتحاد التايكوندو على كل ما قام به سابقا .. وأيضا كل ما يفكر فيه من أجل المستقبل