الخميس. سبتمبر 18th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د.ياسر أيوب يكتب : طوكيو .. الدورة الأوليمبية التى سيتم إلغاؤها

كلام كثير سوف تقرأه وتسمعه عن دورة طوكيو الأوليمبية التى تم تأجيلها هذا العام لتقام العام المقبل .. وبعدما هدأت كل المخاوف وعادت من جديد الثقة فى إقامة تلك الدورة فى موعدها العام المقبل .. وبدأت لجان أوليمبية كثيرة فى عديد من بلدان العالم تعديل خططها وبرامجها ليصل لاعبوها إلى قمة إستعداداتهم ولياقتهم قبل بدء الدورة الأوليمبية فى طوكيو فى موعدها الجديد .. كانت المفاجأة هى أن الدورة لن تقام العام المقبل .. وليس هذا قرارا رسمياً سواء للجنة الأوليمبية الدولية أو اللجنة اليابانية المنظمة لتلك الدورة .. إنما هو الواقع الذى لا يزال يحاول كثيرون جدا الهرب من مواجهته ويرفضون الاعتراف به


فاللجنة الأوليمبية الدولية تدرك حجم خسائرها فى حال إلغاء هذه الدورة الذى يعنى إلغاء العقود الضخمة للبث التليفزيونى وحقوق الرعاية .. ولذلك لا تزال تلك اللجنة تأمل فى تحسن الظروف لتقام الدورة فى موعدها وإلا ستواجه اللجنة الاوليمبية الدولية وقتا شديد القسوة .. أما اليابان فهى بالقطع تريد إقامة هذه الدورة انقاذا لكل تلك الإستثمارات الهائلة التى تكلفت مليارات لبناء وتجهيز وتطوير المنشآت الرياضية والسكنية والطرق اللازمة لاستضافة الدورة .. ورغم ذلك .. أكدت اليابان أنها لن تقبل تأجيل الدورة لعام 2022 وفى حال قررت اللجنة الأوليمبية الدولية ذلك .. فستعتذر اليابان عن استضافتها أصلا وستغلق هذا الملف نهائيا .. وتخيل البعض أن اليابان بذلك تضغط لإقامة الدورة الأوليمبية فى موعدها العام المقبل


وبعيدا عما تريده وتسعى إليه أو تخاف منه سواء اللجنة الأوليمبية الدولية أو اليابان .. فقد بدأت يوماً بعد يوم تعلو الأصوات التى تؤكد عدم إمكانية إقامة الدورة الأوليمبية العام المقبل .. وبعد متابعة تلك الأصوات وتأمل أسانيدها وأدلتها .. يمكن اختصارها فى عدة نقاط أساسية .. فليس من المرجح أن تختفى كورونا من العالم نهائيا بحلول موعد الدورة الأوليمبية العام المقبل .. وهذا يعنى أنه فى حال إقامتها فلابد لليابان من فحص كل اللاعبات واللاعبين وأجهزتهم الفنية والإدارية قبل بدء الألعاب .. وما الذى سيحدث لو بدأت الألعاب وتبين إصابة لاعبة أو لاعب أو مدرب أو مسئول بكورونا التقط الفيروس من مشجع أو كان حاملا له ولم تظهر الأعراض إلا متأخرا .. بالتأكيد سيتم على الفور عزل بعثة هذه اللاعبة أو اللاعب .. فهل يتم حينئذ إلغاء نتائج هذه البعثة .. وهل سيتم الإكتفاء بعزل هذه البعثة أو عزل كل البعثات الآخرى التى التقت معها فى مباريات ومنافسات .. ونفس الأمر بالنسبة للحكام واللاعبات أو اللاعبين الذين اختلط بهم أى حكم أثناء المسابقات والألعاب
وحتى إذا كان من الممكن .. رغم التكلفة المادية العالية .. اجراء الفحوصات والمراقبة الدائمة لآلاف اللاعبات واللاعبين ومسئوليهم فنيا وإداريا .. فإنه من المستحيل تطبيق ذلك على الجماهير التى ستحب السفر إلى اليابان للفرجة على الدورة ومختلف مبارياتها ومسابقاتها .. فهل ستقرر اليابان إقامة الألعاب الأوليمبية بدون جمهور أم سيتعين عليها إنتقاء البلدان التى سيتم السماح لأهلها بالسفر إلى اليابان وبلدان أخرى ستغلق اليابان أبوابها فى وجه أهل هذه البلدان .. وهل ستبقى الدورة الأوليمبية رابحة لو لم تكن هناك جماهير تسافر وتقضى أياما كثيرة تنفق خلالها الكثير من المال ما بين إقامة فى الفنادق وتناول أطعمة وشراء تذاكر مباريات ومنافسات وشراء هدايا تذكارية أو هدايا عادية


النقطة الأهم .. وربما الأكثر واقعية .. هى تعارض إقامة الدورة الأوليمبية مع الميثاق والدستور والعرف الأوليمبى .. فمن المفترض أن ينال كل الرياضيين المشاركين فى الألعاب الأوليمبية فرصا متساوية حتى يفوز فى النهاية من يستحق الفوز وليس من ساعدته ظروفه الخاصة .. وبالنسبة لكورونا فى العالم طيلة الفترة المقبلة قبل بدء الدورة الأوليمبية .. ستكون هناك بلدان نجحت فى إحتواء الوباء والسيطرة عليه وبلدان أخرى لا تزال تعانى .. وهذا يعنى أن هناك بلدان ستملك القدرة والفرصة للإستعداد وبلدان أخرى لا يزال النشاط الرياضى فيها متوقفا دون أى فرصة للتدريب والاستعداد والاحتكاك .. كما أن البلدان التى سبقت غيرها فى إحتواء الوباء سينال لاعباتها ولاعبوها وقتا أطول فى الإستعداد من منافسين آخرى .. وهذا فى حد ذاته ضد العدالة والنزاهة الأوليمبية ومنافساتها التى لابد لها من احترام الشرف والمساواة بين الجميع