الأربعاء. سبتمبر 24th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر أيوب يكتب : حين تحدث جاك روج لأول مرة باللغة العربية

أعتز جدا بحوار أجريته منذ 15 عاما مع جاك روج حين كان رئيسا للجنة الأوليمبية الدولية .. فقد كان أول حوار عربى مباشر وطويل مع رئيس للجنة الأوليمبية الدولية .. وأجريت هذا الحوار مع جاك روج فى مكتبه فى لوزان فى أول يوم تشاهد فيه سويسرا فيلم ميونيخ لستيفن سبيلبيرج عن قصة اقتحام فلسطينيين لمقر البعثة الأوليمبية الإسرائيلية بدأت وإلى جانب ذلك يبقى ما قاله جاك روج لى يومها فى مكتبه صالحا للقراءة والتأمل وإعادة التفكير فى هذه اللجنة الدولية ودورها ورسالتها


ولأنه كان حوارا طويلا .. أختار منه كلمات وأراء وإجابات لم تفقد بعد كل هذه السنين قيمتها ومعانيها .. فعلى سبيل المثال أكد جاك روج أنه كرئيس للجنة الأوليمبية الدولية لا يمانع من أن تكون فى كل بلد وزارة للرياضة تمثل الحكومة .. وأن تهتم هذه الوزارة فى أى بلد بالمنشآت الرياضية وتوفير الملاعب وتسهيل ممارسة الرياضة لمن يرغب فى ذلك وإدارة الرياضة فى المدارس والجامعات .. لكن لا علاقة لهذه الوزارة بتشكيل أى منتخب أو الاستعداد لأى بطولة والمشاركة فيها أو أى أمور رياضية من النواحى الفنية .. ولابد فى كل بلدان العالم أن تغدو واضحة جدا ومحددة أيضا تلك الفوارق بين دور الحكومة وواجباتها واللجنة الأوليمبية الوطنية ووظيفتها وحدودها .. فلا الحكومة فى أى بلد ستدير وحدها الرياضة ولا اللجنة الأوليمبية أيضا
وقال جاك روج يومها أيضا أنه سعيد جدا بأن يصبح أول رياضى أوليمبى يصبح رئيسا للجنة الأوليمبية الدولية .. فقد كان بطل تجديف ومثل بلجيكا فى ثلاث دورات أوليمبية .. ويعرف الجميع أنه يفضل الإقامة مع اللاعبين فى القرية الأوليمبية ويسعده ذلك أكثر من لغقامة فى الفنادق الفخمة كصاحب أعلى منصب رياضى فى العالم .. وقال أيضا أن ذلك يجعله طول الوقت قريبا من اللاعبين ويعرف ما يعانون منه وما يزعجهم وما يحلمون به .. فالذى يدير هيئة رياضية لابد أن يعرف جيدا أحوال اللاعبين الذين يديرهم عن قرب وبكل الحب والاحترام أيضا .. ويومها ضحك جاك روج وهو يقول أن الصحافة الأوروبية بسبب ذلك اطلقت عليه لقب الرئيس الرومانسى .. وليس ذلك صحيحا .. فهو رومانسى فقط مع زوجته .. لكنه فى المقابل رجل لديه مشاعر حقيقية وصادقة وعمل طيلة حياته كطبيب عظام واضطر أحيانا للاحتكام لمشاعره وليست فقط قواعد الطب وحقائقه


واعترف جاك روج بأن العالم تغير تماما منذ أحداث نيويورك وتفجير برجى التجارة وتلاحق أحداث ووقائع العنف والإرهاب فى العالم .. أصبح الأمن هو الهاجس الأول والأكبر لدى اللجنة الأوليمبية وتوفير الحماية والسلامة لكل اللاعبين .. وعلى الرغم من التداخل الحاصل حاليا بين الرياضة والسياسة .. إلا ان اللجنة الأوليمبية لابد أن تبقى طول الوقت هيئة رياضية فقط .. قد تقوم ببعض المهام الانسانية ومساعدة الناس حتى لو لم يكونوا رياضيين أثناء الكوارث والأزمات الكبرى .. وعلى سبيل المثال .. تدخلنا أثناء أزمة تسونامى وقدمنا مليار دولار كمساعدات انسانية وقمنا بإعادة بناء المباني التي تهدمت وبناء مدارس للصغار وأعدنا للحياة كل المنشآت الرياضية التي انهارت وتداعت‏..‏ وأرسلنا بعثات للإنقاذ وللمساعدة‏..‏ وأرسلنا رياضيين للمساهمة في الدعم النفسي للضحايا‏..‏ ولم نقم بهذا كله ونحن في داخلنا ننتظر أن يأتينا أحدهم ليقول بصوت عال‏..‏ برافو لجنة أوليمبية دولية‏..‏ أبدا‏..‏ لقد فعلنا كل ما نقدر عليه لأنه التزام منا بواجباتنا وبالرياضة وما تقدر عليه في مجتمعنا وحياتنا‏..‏ قمنا بذلك طول الوقت وفي كل وأي مكان‏..‏ من كارثة تسونامي إلي اعصار كاترينا في الولايات المتحدة إلي زلزال شرق آسيا إلي المحنة المؤلمة في إقليم دارفور‏‏

ويؤكد جاك روج أن كل ذلك قامت به اللجنة الأوليمبية كهيئة رياضية فقط وليست جزءا من أى نظام سياسى دولى أو محلى ولا تهتم إلا بما هو رياضى فقط .. والرياضة هى الصورة المثالية لأى انسان لديه حلم ومشروع يود تحقيقه وعلي استعداد لأن يتعب ويبذل من الوقت والجهد والإصرار ما يكفي لتحقيق هذا الحلم‏ .. وأوضح جاك روج أن السكرتير العام للأمم المتحدة لابد أن يلتزم بما تطالبه به حكومات العالم .. أمارئيس اللجنة الأوليمبية الدولية فهو ملتزم فقط بما يطلبه منه لاعبو العالم .. وتذكر جاك روج حين دعا الرئيس الأمريكى كارتر لمقاطعة دورة موسكو الاوليمبية 1980 أنه كان من أشد المعارضين لذلك ورفض الالتزام بدعوة الرئيس الأمريكى‏