الأحد. سبتمبر 21st, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر أيوب يكتب : مستقبل رياضة العالم فوق رقعة شطرنج

فى شهر يوليو الماضى .. اجتمع أربعة صحفيين أمريكيين .. أندريا أديلسون وآدم ريتينبرج واليكس سكاربورف وميشيل فوبيل .. وقاموا بسلسلة تحقيقات عن مستقبل الرياضة فى الولايات المتحدة والعالم بعد وباء كورونا .. ومنذ أيام قليلة .. وعلى رقعة شطرنج .. بدأت تصدق توقعات هؤلاء الصحفيين لتصبح واقعاً سيعيشه كثيرون فى العالم حولنا بإختيارهم أو رغماً عنهم .. فقد أكد هؤلاء الصحفيون فى تحقيقاتهم أن كل الإجراءات التى لجأ إليها العالم خلال فترة توقف النشاط الرياضى فى أوج أزمة الوباء .. ليست كلها إجراءات مؤقتة يمكن الإستغناء عنها بعد زوال المخاطر والمخاوف

فعلى سبيل المثال ستتخلى الرياضة وهيئاتها ومؤسساتها عن تكاليف باهظة للسفر والإقامة من أجل اجتماعات ومؤتمرات اكتشف الجميع أنه من الممكن عقدها وكل مسئول فى بلده بل فى بيته أو مكتبه أيضاً .. فهناك شاشات أغنت الجميع عن مشقة وتكاليف كل هذه الرحلات طول الوقت .. وأكد هؤلاء الصحفيون الأمريكيون أيضا أنه بإستثناء ألعاب مثل كرة القدم والسلة والمصارعة والألعاب المماثلة التى تحتاج للتلاحم والتسابق الجسدى .. هناك ألعاب أخرى بات من الممكن إقامة بطولاتها دون ضرورة لأن تتجمع اللاعبات واللاعبون فى مدينة واحدة أو حتى مكان واحد .. وضرب الصحفيون مثلا بلعبة الجمباز التى من الممكن إقامة معظم بطولاتها وكل لاعب فى ناديه مع الإلتزام بكل الإشتراطات والقواعد التحكيمية والأجهزة الموحدة .. أو ألعاب القوى ورفع الأثقال وألعاب أخرى أيضا يمكن إقامة مسابقاتها دون حاجة لأن يتجمع كل اللاعبين فى مكان واحد .. واعترف الصحفيون أن هذا الإقتراح قد يلقى بعض الرفض والسخرية لكنه ممكن جداً أن يتحول مستقبلاً إلى واقع على الأقل فى البطولات المحلية وبطولات الناشئين


وفى آخر أيام شهر أغسطس الماضى .. كان ختام الأوليمبياد العالمى للشطرنج الذى قرر الإتحاد الدولى للعبة برئاسة أركادى دفوركوفيتش إقامته لأول مرة عن طريق المنافسة الإليكترونية عبر الإنترنت .. وشارك فى هذا الأوليمبياد لاعبون من مائة وستين دولة .. فلم تكن هناك ضرورة لأن يتجمع كل هؤلاء اللاعبين فى مدينة واحدة من أجل اللعب .. ولم تكن هناك ضرورة أيضا لأموال كثيرة سيتحملها هؤلاء اللاعبون واتحاداتهم المحلية وأيضا المدينة التى ستستضيف كل هؤلاء مع ما يلزم ذلك من توفير الإقامة المناسبة ووسائل الانتقال والتأمين .. وعلى الرغم من الأزمات التى صادفت هذه البطولة التى كان أشهرها تعطل شبكة الإنترنت فى الهند أثناء اللقاء الختامى للبطولة فى آخر شهر أغسطس .. فلم يستطع لاعبان هنديان مواصلة اللعب وحين انتهى الوقت المحدد للمباراة .. اعتبرتهما اللجنة المنظمة للأوليمبياد خاسرين .. وقرر الإتحاد الهندى للشطرنج التقدم بإستئناف وتوضيح أن اللاعبين الهنديين لم يخسرا ولم ينسحبا إنما فقط كانت أزمة أو مشكلة الاتصال بالإنترنت فى بلدهما .. واضطر الاتحاد الدولى لقبول هذا الاستئناف ولهذا أعلن فى النهاية فوز كل من روسيا والهند بالذهب بعد العجز عن التوصل إلى قرار بالإجماع سواء بقبول استئناف الهند أو رفض طلبها وعدم الإعتراف بالعذر المتعلق بالتكنولوجيا والإنترنت


وعلى الرغم من هذه المشكلة ومشكلات أخرى مشابهة وصغيرة وعابرة .. إلا أن التجربة ستستمر وستتكرر مستقبلاً .. وليس فى الشطرنج فقط إنما فى ألعاب أخرى كثيرة .. فمن العبث التمسك بقواعد قديمة فى زمن غيرت التكنولوجيا كل ملامحه وأفكاره .. وطالما أن هناك شاشة يمكنها نقل كل شىء للآخرين .. فما الداعى للسفر والتنقل .. ومثلما عقدت اللجنة الأوليمبية الدولية ومختلف الاتحادات الرياضية الدولية والأمريكية اجتماعات متعددة عن طريق شاشة أغنت الجميع عن مشقة ومصاريف الترحال .. يمكن تكرار ذلك فى ألعاب لا تتطلب وجود كل اللاعبين فى ملعب واحد فى وقت واحد .. والاتحادات الدولية والقارية وحتى المحلية التى ترفض ذلك الآن ولا تعترف به .. سيأتى قريبا وقت اضطرارها للاعتراف بهذا الشكل فى بطولات ومسابقات كثيرة