الأحد. أكتوبر 5th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر أيوب يكتب.. ميداليات أوليمبية للبيع

وفقا لأى حسابات ومعايير .. تبقى الميدالية الأوليمبية هى الجائزة الرياضية الأكبر والأشهر والأهم التى تحلم بها أى لاعبة ويتمناها أى لاعب فى العالم .. وبعدما كان غصن الزيتون هو جائزة من يلعب ويفوز فى الألعاب الأوليمبية القديمة .. تم استبدالأغصان الزيتون بالميداليات فى العصر الحديث .. وبعدما كانت الجائزة الأكبر فى أول دورة أوليمبية فى أثينا 1896 هى ميدالية الفضة .. وبعد الميدالية المثلثة لأول وآخر مرة فى دورة باريس 1900 .. بدأ العالم يعرف ميداليات الذهب والفضة والبرونز بشكلها الحالى منذ دورة سانت لويس 1904 .. وأصبحت هذه الميداليات حتى الآن هى ما تفتش عنه بلدان العالم وبطلاته وأبطاله فى كل دورة أوليمبية .. ومنذ 1904 حتى الآن .. تعددت حكايات الميداليات الأوليمبية وأصحابها .. الميداليات التى بقت الذكرى الأجمل والأغلى للفائزين به .. أو التى ضاعت أو تمت سرقتها .. أو حتى تلك الميداليات التى يبيعها أصحابها بعد فرحة الفوز بها
ومنذ أيام قليلة .. تحدث كثيرون جدا عن ماريا أندريتشك .. بطلة رمى الرمح البولندية التى فازت فى دورة طوكيو الأخيرة يميدالية الفضة .. وكانت ميدالية تعنى الكثير جدا لصاحبتها .. فقد سبق أن أصيبت بسرطان العظم وسبق لها أيضا أن انكسر كتفها .. وسافرت من وارسو إلى طوكيو وهى تتمنى الفوز بميدالية دون أن تثق أنها تستطيع ذلك .. فالبولنديون بشكل عام ليسوا مميزين فى رمى الرمح .. وكل ما تمنوه كان أن تحافظ ماريا على المركز الأوليمبى الرابع التى سبق أن حققته فى دورة ريو دى جانيرو 2016 .. لكن ماريا فازت بالفضة وعادت إلى وارسو بفرحة وكبرياء الانتصار
وفى بلادها .. قرأت ماريا عبر فيس بوك عن مأساة طفل بولندى اسمه ميلوشيك ماليسا لم يتجاوز الثمانية أشهر من العمر ويحتاج لجراحة عاجلة فى الولايات المتحدة الأمريكية .. ولم تكن عائلة الطفل الفقيرة تملك المال الكافى للسفر وإجراء هذه الجراحة .. وبعد تبرعات بولنديين كثيرين كانت العائلة لا تزال فى حاجة إلى 125 ألف دولار لإجراء الجراحة .. فقررت ماريا بسرعة ودون تردد عرض ميداليتها الفضية للبيع مقابل 125 ألف دولار .. وبالفعل جاءها من هو على استعداد لشراء ميداليتها بهذا الرقم .. وكان المشترى هو سلسلة محلات زابكا لبيع المواد الغذائية والبقالة .. وتنازلت ماريا بالفعل عن ميداليتها وتسلمت المبلغ الذى قدمته لعائلة الطفل حتى تسافر به لإجراء الجراحة وإنقاذ حياته
وبعدما قامت ماريا بذلك .. فوجئت بشركة زابكا تعيد إليها ميداليتها وتؤكد لها أنها هى التى فازت بها وأن من حقها أن تحتفظ بميدليتها طيلة حياتها .. وأكدت الشركة فى بيان رسمى لها أنها تحترم البطلة التى لا تزال فى الخامسة والعشرين من عمرها وتتعلم منها أيضا مثل بولنديين كثيرين .. وأن الشركة هى التى تشكرها لأنها علمت الكثيرين قيمة الإنسانية والمشاركة والاحساس بالآخرين .. وأن هذا هو أجمل ما يمكن أن يمارسه الإنسان ويتعلمه من الرياضة ومن الحياة كلها .. وأن الميدالية الفضية التى ستحتفظ بها ماريا ستبقى دائما رمزا للحب والخير والانسانية والعطاء
ولم تكن ماريا أول من يقوم بذلك سواء فى بولندا أو العالم .. فبطل رمى القرص البولندى بيوتر مالاخوسكى قرر بيع ميداليته الفضية التى فاز بها فى ريو دى جانيروا 2016 وتبرع بثمنها لإنقاذ عين طفل فى الثالثة من عمره اسمه أويك كان يعانى من سرطان الشبكية .. وقبل أن تسافر السباحة البولندية أوتيليا يدريزالك للمشاركة فى دورة أثينا 2004 .. أعلنت أنها ستتبرع مقدما بأى ميدالية تفوز بها فى أثينا لمصلحة ضحايا اللوكيميا أو سرطان الدم .. وبالفعل فازت أوتيليا بالذهب وباعت ميدليتها بـ 800 ألف دولار نبرعت بها كلها لمصلحة مرضى اللوكيميا .. وقالت أوتيليا أنها لا تحتاج إلى أن تبقى الميدالية معها وأمامها لتتأكد أنها بطلة أوليمبية .. فهى تعرف ذلك .. لكنها تحتاج لرؤية الفرحة فى عيون المرضى الذين تم علاجهم بثمن هذه الميدالية حتى تتأكد من أنها لا تزال إنسانة
وفى 2012 .. قرر الملاكم الأوكرانى فلاديمير كليتشكو بيع الميدالية الذهبية التى كان قد فاز بها فى أتلانتا 1996 مقابل مليون دولار .. وقدم بعدها هذا المبلغ لمؤسسة اجتماعية كان قد أسسها مع شقيقه لمساعدة الأطفال الفقراء .. وقال كليتشكو أنه من الأفضل بيع الميدالية الأوليمبية ليساعد بثمنها صغارا كثيرين على اكتساب حق اللعب والتعليم والعلاج بدلا من الاحتفاظ بهذه الميدالية كمجرد ذكرى وانتصار شخصى .. وسبق أن باع السباح الأمريكى أنتونى إيرفين ميدالية الذهب التى فاز بها فى سيدنى 2000 وتبرع بثمنها لمصلحة ضحايا تسونامى