الأثنين. أكتوبر 6th, 2025
المشرف العام : محمد الدمرداش
رئيسا التحرير : احمد الاحمر , محمد قطب

kasnews – كاس نيوز

ول موقع رياضي للالعاب الفردية و الالعاب الجماعيه و كل ما هو جديد من اخبار الرياضه المحليه و العالميه

د. ياسر ايوب يكتب: ميداليات الذهب وحروب الثلاث سنوات المقبلة

يسر أيوب

من الحروب المشروعة أن يحارب فرد أو بلد لتصبح الأفضل .. تحارب أى أخطاء أو إهمال أو ضعف أو أزمات سعيا وراء الأجمل والأفضل .. ومن تلك الحروب المشروعة هى الحروب الأوليمبية حيث تسعى بلدان كثيرة لحصد ميداليات أكثر وتتقدم درجة أو أكثر فى الجدول العالمى للميداليات الأوليمبية .. وبعد انتهاء دورة طوكيو وبدء الاستعداد لدورة باريس الأوليمبية 2024 .. سيعيش العالم الرياضى ثلاث سنوات حافلة بالسباق أو الصراع أو الحروب الأوليمبية
أولى وأكبر تلك الحروب هى الحرب الأمريكية الصينية التى بدأت فى اليوم التالى مباشرة لانتهاء دورة طوكيو الأوليمبية .. فقد فازت الولايات المتحدة فى طوكيو بـ 39 ميدالية ذهبية مقابل 38 ميدالية ذهبية للصين .. ومنح فارق الميدالية الذهبية الواحدة صدارة ترتيب دورة طوكيو للولايات المتحدة واكتفت الصين بالمركز الثانى .. ولم يكن ذلك هو المشكلة أو السبب الأوحد لقيام الحرب الأوليمبية الأمريكية الصينية التى ستستمر ثلاث سنوات حتى باريس .. إنما هى إدراك الولايات المتحدة أنها أمام تحدى صينى أوليمبى حقيقى سيضاف إلى قائمة المواجهات الحالية السياسية والاقتصادية بين البلدين .. فالولايات المتحدة لأسباب دعائية وإعلامية وسياسية واقتصادية أيضا لا تريد ولن تقبل خسارة صدارة الترتيب الأوليمبى
فالصين التى فازت لأول مرة بميداليات أوليمبية فى دورة لوس أنجلوس 1984 .. نجحت فى 24 عاما فقط فى احتلال صدارة الترتيب فى الدورة الأوليمبية التى استضافتها العاصمة بكين 2008 .. ويسهل الزعم الخاطىء بأن الصين تفوقت لأن دورة 2008 أقيمت على أرضها .. لكن التاريخ الأوليمبى شاهد على بلدان كثيرة استضافت دورات أوليمبية ولم تنجح فى تصدر ترتيبها .. كما أن الصين قبل بكين 2008 كانت الرابعة فى أتلانتا 1996 والثالثة فى سيدنى 2000 والثانية فى أثينا 2004 .. لكنها عادت للمركز الثانى فى لندن 2012 ثم الثالث فى ريو دى جانيرو واستعادت المركز الثانى فى طوكيو 2020 وبفارق ميدالية ذهبية واحدة عن الولايات المتحدة .. وكم الغضب الصينى عقب طوكيو كان كافيا لتوقع ما سيقوم به الصينيون خلال الثلاث سنوات المقبلة للتفوق على الأمريكيين واحتلال صدارة الترتيب الأوليمبى .. وبالفعل بدأ الصينيون تحديد الألعاب التى يمكنهم امتلاك ميدالياتها الذهبية وما هى الألعاب التى يتفوق فيها الأمريكيون وكيف يمكن أن يتفوق عليهم الصينيون
ومن ناحيتها لن تستسلم الولايات المتحدة للصين أو تسمح لها بالصدارة الأوليمبية .. فالولايات المتحدة امتلكت هذه الصدارة فى سبع دورت متتالية منذ أتلانتا 1996 .. وكانت الثانية حين تفشل فى أن تكون الأولى ولم تتراجع للمركز الثالث إلا مرة واحدة فى سول 1988 .. والمنافسة الأكبر كانت مع الاتحاد السوفييتى أو روسيا .. وحين نجحت الولايات المتحدة فى التعجيل بانهيار الاتحاد السوفييتى .. كان من نتائج ذلك التراجع الأوليمبى أيضا .. وتخيل الأمريكيون أن روسيا .. وريثة الاتحاد السوفيتى الذى كان .. ستصبح مثل باقى البلدان الرياضية الكبرى التى تتنافس فيما بينها على المراكز الأوليمبية الأولى تاركة الصدارة للولايات المتحدة وحدها .. لكن الولايات المتحدة فوجئت بالصين التى لا تستسلم .. وفوجئت أيضا بروسيا التى .. رغم عقوباتها والظروف الصعبة التى عاشها لاعبوها فى طوكيو .. تفوز بـ 20 ميدالية ذهبية وتحتل المركز الخامس .. ويأمل الروس فى العودة إلى القمة الأوليمبية خلال الثلاث سنوات المقبلة بعد انتهاء العقوبات ومع دراسة رياضية علمية لكل الذى جرى فى طوكيو وكيف يمكن الانتصار على الصينيين وعلى الأمريكيين أيضا .. وربما اليابانيين الذين فى طوكيو نجحوا فى احتلال المركز الثالث بـ 27 ميدالية ذهبية .. نفس المركز الذى فازوا به حين استضافوا الدورة الأوليمبية 1964 .. وأيضا فى مكسيكو سيتى 1968 .. ورغم أن كثيرين لا يخشون اليابان أوليمبيا إلا أن اليابانيين أنفسهم لا يحفلون بذلك وقرروا انهم لن يتنازلوا فى باريس عن أحد المراكز الخمسة الأولى .. وأن المركز الثالث فى عاصمة بلادهم هذه المرة لم يكن مجرد مصادفة أو لأن الدورة على أرضهم إنما هى بداية جديدة لليابان الأوليمبية
وتبقى دول أوروبا الكبرى .. وباستثناء بريطانيا التى لم تكن معظم الوقت قوة أوليمبية عظمى ولم تحتل صدارة الترتيب إلا مرة وحيدة كانت أثناء استضافتها لدورة 1908 .. بينما كانت فى المركز الثانى عشر فى دورة لندن 1948 .. واحتلت المركز الثالث فى دورة لندن 2012 .. وكانت الثانية فى ريو دى جانيرو 2016 ثم الثالثة فى طوكيو 2020 .. ولن تخوض بريطانيا فى الدورة المقبلة صراعا ضد الأمريكيين أو الصينيين أو الروس .. إنما ضد جيرانها الأوروبيين .. فالدورة ستقام فى باريس .. وتحلم فرنسا بإنجاز جديد وانتصار أكبر وميداليات أكثر مما فازت به فى طوكيو حيث حصلت على 10 ميداليات ذهبية .. تماما مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا .. وهؤلاء هم ما تريد فرنسا التفوق عليهم وعلى بريطانيا أيضا .. فلم تتصدر فرنسا جدول الميداليات إلا مرة واحدة فى دورة باريس 1900 .. والمركز الثانى مرة واحدة أيضا فى دورة باريس 1924 وفيما عدا ذلك يتراوح الترتيب الفرنسى من السادس إلى العاشر غالبا .. ويؤكد الفرنسيون أن كل ذلك سيتغير فى دورة باريس المقبلة بعد ثلاث سنوات .. فهل سيسكت ويستسلم الألمان والإيطاليون .. وهل ستنجح كينيا فى المحافظة على تفوقها وصدارتها الأوليمبية لقارة أفريقيا .. والتى بدات تنافسها أوغندا .. وهل ستنجح كوبا فى المحافظة على صدارتها الأوليمبية لأمريكا اللاتينية أم تنجح البرازيل فى التفوق بعد ثلاث سنوات